شارك شادي نشابة في مؤتمر دولي في مصر حول رسم السياسات الشبابية: لإزالة جميع العوائق أمام تهميش دور الشباب في الحياة العامة

إلى جانب وزير اليمني د.إبراهيم حجري و مسؤول التدريب في الإتحاد الأوروبي أندريه غريبن

شارك شادي نشابة يوم الثلاثاء في 4/5/2010 ، في مؤتمر دولي حول رسم السياسات الشبابية و الإقتصادية في شرق الأوسط و شمال أفريقيا و مدته كانت أربعة أيام، وذلك   بشرم الشيخ في مصر،وهو من تنظيم  منظمة العمل الدولية، الوكالة السويسرية للتنمية و التعاون، و الوكالة الكندية للتنمية .

ننشر فيما يلي نص ورقة العمل( الدراسة) الذي سيقدمها نشابة للمؤتمر:

دمعات المهاجرين و أمهاتهم

الخصائص السكانية والهجرة يعاني لبنان من نسب عالية من النزوح من الأطراف الى المركز بسبب التفاوت في التنمية بين المناطق. كما ان نسبة الساعين الى الهجرة عالية في لبنان وهي في ارتفاع منذ تسعينيات القرن الماضي وقد وصلت الى أوجها بعد الاعتداء الاسرائيلي في صيف 2006. كما تتميز ظاهرة الهجرة في لبنان بنسبة مرتفعة من المهاجرين من حاملي الشهادات الجامعية. ويعتبر السبب الرئيسي للهجرة بشكل عام – ويشمل ذلك الشباب – هو السعي لتحسين الحالة المعيشية. وتُظهر الدراسات ان غالبية الشباب المهاجرين لا ينوون العودة. من هنا نجد أنه من الضروري معالجة مشاكل النزوح من الأطراف الى المركز، والعمل على خفض نسب الهجرة و تحضير الأرضية اللازمة لعودة الأدمغة الشابة المهاجرة للاستفادة من مهاراتها وخبراتها في عملية التنمية الوطنية.

  1. 1. يلعب التفاوت في التنمية بين المناطق، الذي يشهده لبنان، دوراً حاسماً في زيادة حدة النزوح من الريف والمناطق البعيدة  الى المدن أو الهجرة الى الخارج. لذا، من الضروري إنشاء وزارة التخطيط اوالتصميم، على أن يُعهد اليها إعداد ووضع دراسات لمشاريع تتعلق بالتجهيز والتنمية، والعمل على تنفيذها بالتعاون مع مختلف إدارات الدولة ومؤسساتها العامة في إطار سياسة عنوانها : التوازن التنموي المناطقي العادل مع إعطاء دور للجماعات المحلية على مستوى الشورى والتنسيق والمشاركة بالتنفيذ، ولعل من ابرز الطروحات في هذا المجال التالي:

–        صياغة مخطط  توجيهي زراعي – صناعي – تجاري يشمل جميع المناطق اللبنانية، وتأمين زراعات بديلة واعتماد رزنامة زراعية واحتضان الزراعة والصناعة الزراعية، وتقديم حوافز ضريبية لهذه القطاعات مما يؤثر ايجاباً على “عمالة “الشباب في المناطق. –        تعزيز تقديم التسهيلات والقروض الزراعية عن طريق المؤسسات المعنية القائمة –        اقامة مشاريع تنموية في المناطق، بحسب الموارد المتاحة فيها، تشمل المؤسسات العلمية والأكاديمية والصناعية والصناعة الزراعية. –        تفعيل اللامركزية الادارية، و إنشاء بنى تحتية صحيحة، وتحقيق الإنماء العادل في كافة المناطق، مما يساهم في الحد من الهجرة الداخلية. –        اتخاذ جميع التدابير اللازمة لاعتماد سياسة اسكانية تلحظ التالي: أ – ترشيد انشاء مساكن تتلائم مع الطلب، وتعديل القوانين والضرائب العقارية لخدمة هذه الغاية – تأمين قروض سكن ميسرة خاصة بالشباب ب – اعتماد خطة لتطوير شبكة النقل العام ووصولها الى جميع المناطق، على أن تلحظ أسعار مدروسة للشباب. –        وضع قاعدة معلومات عن عمالة الشباب (داخل الوطن وخارجه) تشمل المؤشرات الاحصائية وغير الاحصائية التي تيسر عمليات التشخيص وتصميم السياسات والمتابعة والتقييم. إن لهذه الطروحات والمشاريع تأثير مباشر في العمل على تثبيت السكن، وبالتالي تقليص مستوى       الهجرة.

المشاركة الإقتصادية

العمل والمشاركة الاقتصادية يشكل الشباب 41 بالمئة من القوى العاملة، في حين انهم يشكلون 28 بالمئة فقط من السكان، مما يظهر أهمية هذه الفئة من الشعب في انتاج التنمية الاقتصادية. ان مشكلة البطالة في لبنان هي مشكلة مزمنة ومشكلة “شبابية” بامتياز، اذ تبين الدراسات ان نسبة الشباب العاطلين من العمل تبلغ 66 بالمئة. و هناك مشكلة أساسية يعاني منها الشباب الذين يدخلون سوق العمل للمرة الأولى، اذ يقضون فترات طويلة للغاية بانتظار فرصة عمل ولو باجر منخفض، وخارج نطاق اختصاصم. كما يعاني الشباب من تحديات في ما يتعلق بديمومة العمل والاجر العادل والحماية من الاستغلال. من هنا يجب العمل على خفض البطالة، وتأمين شروط العمل اللائق للشباب.

  1. 1. من أهم المشاكل التي يعانيها الشباب في سوق العمل في لبنان، هي قلة المعلومات عن فرص العمل وما تتطلبه من مهارات نتيجة غياب التخطيط وغياب التنظيم في سوق العمل، لذا ينبغي تحسين فرص مشاركة الشباب على المستوى الاقتصادي وتطوير سوق العمل عبر تحقيق الاهداف التالية:

  • استحداث لجنة عمل دائمة بين وزارة التربية والتعليم العالي ووزارة العمل ووزارة الاقتصاد ووزارة المالية لمتابعة وتقييم سوق العمل ومتطلباته، ووضع قاعدة بيانات موحدة حول سوق العمل وتوفيرها بالمجان للجميع، وخاصة الباحثين عن عمل وأصحاب العمل، عبر جميع الوسائل المتاحة. على أن يتضمن عملها التعريف بكافة الاختصاصات وعلاقتها بسوق العمل.
  • تعزيز عملية نشر المعلومات عن اختصاصات التعليم المهني والتقني وارتباطها بالتعليم العالي بهدف تغيير النظرة الدونية لهذه الاختصاصات.
  • تعزيز التوافق ما بين الحياة المهنية والدراسية، ولا سيما بتحفيز القطاع الخاص على اعتماد المرونة في أوقات العمل. وتحفيز المؤسسات التربوية على أخذ احتياجات العاملين بالاعتبار عند برمجة الأنشطة التعليمية.
  • تعزيز وتفعيل دور المؤسسة الوطنية للاستخدام ليشمل كل المناطق، وتوسيع اطار عملها ليشمل القطاع الخاص الى جانب القطاع العام.
  • دعم كل السبل الأخرى التي تعمل في هذا الاتجاه كأسواق ومعارض التوظيف (Job Fairs) التي تنظمها الجامعات الكبرى أواخر السنة الدراسية، وغيرها من الأنشطة الآيلة الى تعريف الشباب بفرص العمل المتاحة وبالتالي خفض مدة البحث عن عمل عند توفر العمل المناسب، وبشكل خاص في الجامعة اللبنانية.
  • · انشاء وتفعيل مكاتب خدمات الارشاد المهني في الجامعات وخاصة في الجامعة اللبنانية.

  1. 2. الاقتصاد اللبناني لا يؤمن فرص العمل الكافية  التي تغطي طلب الشباب الوافدين الى سوق العمل سنوياً، لذا يجب ايلاء الاهتمام اللازم بالقطاعات الأكثر توظيفاً والواعدة، على ضوء التغيرات في أوضاع أسواق العمل الداخلية والخارجية، والقيام باجراءات من شأنها تحفيز القطاعات المختلفة، من خلال:

  • · اعتماد سياسة للاستخدام على أن تكون في صلب السياسات الاقتصادية.
  • العمل على تطبيق ربط الاستثمارات في مشاريع البنى التحتية والمشاريع الانمائية العامة بشرط استخدام يد عاملة محلية شابة.
  • إصدار دراسات وإحصاءات دورية حول البطالة (اسبابها وانواعها) بالتعاون مع دائرة الاحصاء المركزي لاستنباط الحلول المناسبة لها وتخفيض نسبها مع النظر الى خصوصيات كل منطقة.
  • · توعية الشباب اللبناني حول أهمية المهن اليدوية والحرفية وتشجيع انخراطه فيها، والنظر في خلق فرص عمل في ميادين جديدة مثل القطاع الثقافي وقطاع المعلوماتية.
  • تعميم حاضنات الأفكار ومؤسسات الدعم المالي لمبادرات الشباب الاقتصادية.
  • دعم الابتكارات والاختراعات الجديدة الشابة.
  • إعتماد معايير الكفاءة والاختصاص في حقل الوظيفة العامة.
  • اجراء دراسة معمّقة حول التدرّج المهني للطلاب الجامعيين استناداً الى مبدأ “لا عمل بدون أجر”

  1. 3. إن حركية اليد العاملة وليونتها بالتنقل والتأقلم السريع بين القطاعات وبين المناطق تبعاً للظروف التي تمر بها أسواق العمل، هي ذات شأن في تخفيف حدة البطالة لدى الشباب وفي تحجيم حدة رغباتهم بالهجرة بداعي العمل. لهذه الاعتبارات ينبغي اعتماد وتطوير التوجيه المهني في التعليم من المرحلة الابتدائية، من خلال:
  • زيادة عدد مراكز التأهيل المهني للمتسربين من المدراس.
  • تحفيز المؤسسات الخاصة على تأمين برامج تدريب للشباب وأن يكون التدريب الزامياً في الجامعات ولكافة الاختصاصات.
  • استحداث برنامج للتوجيه المهني للمرحلة الثانوية في المدارس.
  • اعتماد المدارس لتقنيات حديثة مثل الاختبارات التي توفق بين قدرات الطالب وميوله والاختصاصات الأكثر ملائمة له.
  • اعتماد برامج تبادل خبرات بين الطلاب الأكبر سناً والذين انخرطوا في التعليم العالي من جهة وبين طلاب المدارس من جهة أخرى لناحية اختيار الاختصاصات.
  1. 4. حصول الشاب على عمل بدوام كامل لا يعني بالضرورة حصوله على حقوقه الكاملة في العمل. إذ يجب الانتباه الى ساعات العمل وظروفه بشكل أعمق، والتركيز على مشاكل العمل التي يعاني منها الشباب الذين لم يصلوا الى مرحلة التعليم الجامعي والذين قد انخرطوا في سوق العمل في عمر مبكر، من خلال:

التعرف على المجالات القانونية

أ‌. المجال القانوني:

  • تعزيز معرفة الشباب بحقوقهم وواجباتهم والنصوص الراعية لها من خلال اعتماد مادة التربية المدنية في مناهج التعليم المدرسي والمهني.
  • الحد من سياسة التعاقد الوظيفي في القطاع العام لضمان استمرارية العمل ولتأمين حقوق العمال في العمل، ولأن هذه السياسة أثبتت عدم جدواها.
  • تطوير قوانين العمل لتأمين الحماية اللازمة للشباب الذين يقومون بأعمال في مهن غير منظمة.
  • توفير آليات لحماية الشباب العاملين بدوام جزئي لناحية ظروف العمل والضمان الاجتماعي
  • تأمين محامين على نفقة نقابة المحامين وتسريع البت بقضايا الصرف التعسفي بحق الشباب.
  • تفعيل القوانين التي تعنى بعمالة القُصّار وحمايتهم من كل أشكال الاستغلال.
  • تفعيل دور التفتيش على قطاعات العمل وضمان تطبيق قانون العمل، خاصة في الشركات الكبرى، والزام المؤسسات به من خلال  محاسبة المؤسسات المخالفة عن طريق تزويد المفتشين بالاجهزة والادوات والمواد اللازمة، وذلك من اجل حماية الشباب من المخاطر والاستغلال.
  • وجوب تسجيل الشباب العاملين الذين هم دون سن 18 في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي

ب‌. المجال النقابي:

  • تفعيل دور النقابات العمالية لناحية ضمان مشاركة الشباب وتمثيل مصالحهم.
  • أن تكون مدة التدرج في المهنة مقابل أجر، لا بشكل مجاني، على أن يكون هذا الأجر لا يقل عن الحد الأدنى للأجور.

ج‌.  ظروف العمل:

  • ايلاء اهتمام خاص بالشابات العاملات وبخاصة اللواتي تعملن في القطاع غير النظامي، من خلال تحسين ظروف عملهن، وتقديم خدمات الضمان الاجتماعي لهن، وتأمين حق تمثيلهن في المنظمات العمالية، وحمايتهن من التفرقة والتحرش الجنسي وخلافه.
  • اتخاذ جميع التدابير اللازمة لتطبيق مرسوم تأمين متطلبات الصحة والسلامة في العمل لجميع العاملين والعاملات.
  • تأمين أماكن عمل مناسبة ومجهزة لذوي الاحتياجات الخاصة، وتفعيل عمل “لجنة تفعيل حقوق المعوقين في العمل” التابعة لوزارة العمل.
  • إستكمال اصدار مراسيم تطبيقية متعلقة بالقانون 220/2000 الخاص بعمل ذوي الاحتياجات الخاصة في الوزارات المعنية والتشدد بتطبيقها حيثما وُجدت.
  • تعزيز التوافق ما بين الحياة المهنية والعائلية، لاسيما بتحفيز مؤسسات العمل على انشاء حضانات لتسهيل مثابرة النساء الشابات في العمل، وحماية حقهن في الأمومة من خلال تطبيق القوانين المرعية الاجراء.
  • تعزيز القدرات والامكانات الخلاقة للشباب العاملين في الاقتصاد غير النظامي ومساعدتهم على التحول من العمالة غير النظامية الى العمالة النظامية.

الاندماج الاجتماعي و مشاركة الشباب في الحياة السياسية يرى الشباب أن الانقسام الطائفي والمذهبي يشكل عائقاً أساسياً يحول دون مشاركتهم الفاعلة في مجالات الحياة المختلفة. كما ان مشاركة الشباب الفاعلة في الحياة العامة هي ضرورية لممارسة مواطنيتهم الكاملة. من هنا، فانه من الضروري العمل على تحفيز الاندماج الاجتماعي وإزالة جميع العوائق القانونية والادارية الآيلة الى تهميش دور الشباب في الحياة العامة. 1-  إن أولى متطلبات الاندماج الاجتماعي هي افساح المجال للتفاعل الاجتماعي بين الشباب من طوائف وخلفيات ثقافية متعددة، من خلال:

  • توسيع نطاق المساحات العامة والمشتركة، ودعمها وتعزيز نوعيتها، من مؤسسات تربوية وترفيهية وثقافية ومنظمات شبابية وحث المؤسسات التعليمية والبلديات ومؤسسات المجتمع المدني والإدارات والمؤسسات العامة والقطاع الخاص على دعم بيوت الشباب وتشغيلها بحيث تقدم خدمات مختلفة للشباب، بما في ذلك خدمات السكن القصير الأمد.
  • ايجاد أماكن للأنشطة الثقافية والترفيهية من أجل تعزيز فرص التفاعل والاختلاط  بين الشباب، مثل توأمة النوادي والزيارات المتبادلة أو المشتركة للأماكن الأثرية أو إقامة الندوات أو الحفلات المشتركة.

2- تشوب المنظومة القيمية الثقافية في لبنان نتوءات كثيرة تفاقم التمييز الاجتماعي بشتى أنواعه ما من شأنه خلق احكام مسبقة متعددة مما يصعّب عملية الاندماج الجتماعي. من هنا يجد الشباب أنه من الضروري العمل على تغيير هذه المنظومة القيمية الثقافية من خلال:

  • إتخاذ كافة الاجراءات اللازمة في تعديل كافة القوانين التي تميّز ضدّ المرأة (قوانين الأحوال الشخصية، قانون التجارة، وقانون العقوبات، قانون حماية النساء من العنف الاسري…)، مما يؤدي الى تغيير الصورة النمطية السلبية تجاه المرأة
  • اعتماد آليات للمحاسبة على التحريض المذهبي في الإعلام.
  • تعزيز دور الإعلام الشبابي، ودعم البرامج والأنشطة الإعلامية الثقافية الموجهة إلى الشباب.
  • تسهيل إنتاج برامج إعلامية من إعداد الشباب وإدارتهم وتقديمهم.
  • تعزيز الإعلام البديل بين الشباب.
  • توعية المجتمع حول ذوي الحاجات الخاصة، خاصة في المناطق وبين الشرائح التي تعتبر الإعاقة من الأمور المعيبة، حيث يرفض الأهل الإفصاح عنها أو التعاطي معها بشكل عادي مما يؤدي إلى سجن ذوي الحاجة داخل المنزل.

3- بالاضافة الى القيم الاجتماعية، يلعب التمييز أمام القانون دوراً سلبياً في عملية الاندماج الاجتماعي. من هنا يرى الشباب أنه من الضروري العمل على تأمين تساوي الجميع أمام القانون كشرط أول لبناء المواطنية وذلك من خلال التالي:

  • اتخاذ كافة التدابير اللازمة للمضي في إقرار قانون مدني اختياري للأحوال الشخصية من شأنه خلق نوع من التقارب بين المواطنين.
  • إقرار مراسيم تطبيقية لقانون 220\2000 الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة (المختلفة) في التعليم والعمل وتشديد العقوبات على المخالفين لتلك القوانين وإيجاد مؤسسات وسطية تعنى بذوي الحاجات المختلفة.
  • تأمين حق المرأة بمنح الجنسية اللبنانية لأولادها وزوجها بما لا يتناقض مع مراعاة قاعدة خطر التوطين.
  • تحسين وضع الاصلاحيات وسجون الأحداث ووضع برامج متخصصة نفسياً وتربوياً وترفيهياً والاهتمام بالجانب الثقافي والصحي لهؤلاء السجناء.
  • إصدار بطاقة شبابية تقدّم حسومات خاصة للشباب، في مجالات النقل والثقافة على سبيل المثال وتسهّل لهم فرص الوصول الى مصادر المعلومات، وتعزّز انخراطهم في الحياة العامة والمُجتمعية.

4- يعتبر تفعيل مشاركة الشباب في الحياة العامة أساساً لايجاد وانجاح السياسة الشبابية بشكل عام، وخاصة لناحية تحفيز الاندماج الاجتماعي. من هنا تأتي ضرورة ضمان حق الشباب بالمشاركة في العمل المدني والنشاط السياسي بشتى أشكاله وتحفيز هذه المشاركة عبر التالي:

  • تخفيض سن تأسيس الجمعيات والانتساب اليها في قانونيْ 1909 في وزارة الداخلية و629/ 2004 في وزارة الشباب والرياضة  الى سنّ  الخامسة عشر عاماً تماشياً مع اتفاقية حقوق الطفل التي صادقت عليها الدولة اللبنانية.
  • إقرار قانون تخفيض سن الاقتراع في الانتخابات النيابية والبلدية الى الثمانية عشر عاماً.
  • إقرار قانون تخفيض سن الترشح للانتخابات النيابية والبلدية الى الحادية والعشرين عاماً.
  • اعادة احياء اتحاد طلاب الجامعة اللبنانية مع ضمان إجراء الانتخابات بشكل دوري واستقلالية عمل مجالس الفروع
  • دعم الدولة للجمعيات الشبابية مالياً لتمكينها من المشاركة الفاعلة في الحياة العامة.
  • تعديل قانون وزارة الشباب والرياضة رقم 629/2004 والمراسيم التي اعتمدت في إطاره أو موازاةً له لتحترم المبادئ العامة المنصوص عليها في الدستور والمواثيق الدولية لناحية حرية إنشاء الجمعيات.
  • تفعيل دور وزارة الشباب والرياضة على مستوى الاهتمام بقطاع التنمية الشبابية اسوةً بقطاع الرياضة.
  • رفع سن الزواج الى 18 سنة من منطلق الحماية الصحية والاجتماعية والاقتصادية للأطفال.
  • إعادة إحياء اتحاد شباب لبنان والتعلم من تجربة السنوات الماضية، على ان يكون جامعاً لجميع الجمعيات والمنظمات الشبابية في لبنان.

التعليم والثقافة يعاني قطاع التعليم في لبنان من ارتفاع كلفته ومن نسبة عالية نسبياً من التسرب المدرسي. كما ان النظام التعليمي لا يؤمن الكفايات العلمية والحياتية اللازمة ولا تتوافق مناهجه مع متطلبات سوق العمل. من هنا يجد الشباب أنه من الضروري العمل على محوريْن هما النظام التعليمي من جهة وتطوير الحياة الثقافية ومشاركة الشباب فيها من جهة أخرى. 1. يتطلع الشباب إلى نظام تعليمي يؤمن لهم الكفايات العلمية والحياتية كما ويحضّرهم للمشاركة كمواطنين فاعلين في كل نواحي المجتمع. وتتطلب هذه التطلعات: أ‌. تذليل جميع العقبات التي تقف حائلاً دون التحاق الشباب واستكمالهم التعليم الأساسي والثانوي والعالي، وتأمين المساواة في الحصول على هذا الحق بين جميع المناطق والفئات الاجتماعية، كما ومحاربة التسرب المدرسي الذي لا زال يشكل العائق الأساس أمام التحصيل العلمي للشباب، وذلك من خلال التالي:

  • تطبيق قانون إلزامية ومجانية التعليم الاساسي في المدارس الرسمية حتى سن الخامسة عشرة مكتملة على الأقل ومساندة الأهل المحتاجين لتأمين التحاق أولادهم بالمؤسسات التعليمية وانتظامهم بالدراسة.
  • تطوير التعليم في كافة المناطق في إطار تفعيل اللامركزية الادارية
  • تعديل المناهج التعلمية لتواكب متطلبات الحياة على أساس محورية الطالب في العملية التعلمية ومشاركته على كل المستويات وتخفيف حشو المعلومات واعتماد التعلم الاختباري والأنشطة اللاصفية.
  • تكييف التعليم والمدارس الرسمية والخاصة لتتلاءم مع خصائص ذوي الاحتياجات الخاصة، وإيجاد أنظمة تمكنهم من متابعة تحصيلهم العلمي دون أي شكل من أشكال التمييز.
  • إزالة الموانع القانونية أمام انتساب الأطفال مكتومي القيد إلى المدارس الرسمية والخاصة  أو الاشتراك في الامتحانات لنيل شهادات رسمية.
  • اتخاذ كل التدابير اللازمة في تطبيق رفض العنف الجسدي أو النفسي أو الكلامي أوالفكري في المدارس واعتبار ضرب التلاميذ مخالفة وإن كان لغرض التأديب.
  • اعتماد أسلوب حديث للتقييم العلمي في المدارس ليس بهدف المحاسبة وانما بهدف تطوير العملية التعليمية على أن تشمل الطلاب والمعلمين والمناهج.
  • دعم المنح التعليمية وتأمين قروض تعليمية ميسرة على مستوى القطاعين العام والخاص لمساعدة الشباب ذوي الدخل المحدود من الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي.
  • اعادة النظر بآليات معادلة الشهادات الممنوحة من الخارج.

ب.  دعم المدرسة الرسمية وتعزيز دورها كونها المدرسة الوطنية، وذلك من خلال تخصيص ميزانيات اكبر لتطوير البنى التحتية للمدارس والمؤسسات التعليمية، وتأمين كافة التجهيزات اللازمة للعملية التعلّمية وللبحث العلمي، وتدريب الاساتذة على كافة المنهجيات العلمية الحديثة، وتطبيق معايير واضحة تنظّم إنشاء هذه المؤسسات لضمان توافر جميع الموارد اللازمة، من مكتبات وتقنيات معلومات حديثة وملاعب ومختبرات الخ.، التي توفر للتلاميذ بيئة تمكينية داعمة متلائمة مع متطلبات التعلّم الحديث والشامل، وذلك من خلال:

  • · تطبيق القانون رقم 444 الذي ينص على اشتراط حيازة المعلم على إجازة جامعية مع افضلية تُمنح للحاصلين على شهادة تأهيل تربوي قبل ممارسة مهنة التعليم لضمان قدرته على إيصال المعلومات للتلامذة والطلاب.
  • تطوير وتأهيل الجسم التعليمي خاصة لجهة المنهجية الحديثة والتعامل مع الشباب
  • تعزيز الجسم التعليمي بالشباب.

ج‌. تطوير مناهج التعليم بحيث تصبح المدرسة مكاناً يؤمن الارتقاء الفكري والثقافي والصحي والاجتماعي للتلامذة ضمن جو من المرح والتفاعل السليم، وذلك من خلال:

  • تنمية الفكر النقدي عند الطلاب وتعليمهم منهجيات البحث.
  • إدخال مادة تاريخ الفنون في المدارس ومناهجها، وإيلاء أهمية أكبر لحصص الفنون.
  • إيلاء اهتمام أكبر بالتربية الرياضية.
  • · تعزيز التربية المدنية وتضمينها التربية على المواطنية وعلى سلوكيات الحياة اليومية.
  • · تعزيز الثقافة الوطنية في المناهج المدرسية بما فيها حق الشعب في صون الارض والدفاع عنها ضد اي عدوان.
  • إزالة التعابير العنصرية التي تميز ضد المرأة وذوي الحاجات الخاصة من المناهج.
  • اعتماد تعليم ثقافة الحضارات في المدارس الرسمية والخاصة.
  • وضع نظام معادلات للاختصاصات الجامعية وذلك لتسهيل انتقال الطلاب بين الجامعات الخاصة والعامة.
  • تفعيل اشراف الدولة على القطاع التربوي الخاص، بما فيه الأقساط، واحترام حقوق الطلاب خاصة في المدارس التي تمنع طلابها متوسطي المستوى من التقدم إلى الامتحانات الرسمية لأغراض تسويقية.
  • إدراج مواد تعليمية حول المهارات الحياتية، مثل مهارات الريادة وكيفية ادارة المشاريع في مناهج التعليم المدرسية
  • تفعيل وتدريب المرشدين الصحيين والعاملين الاجتماعيين والمرشدين والممرضين في المدارس.
  • ايجاد مساحات للحوار السياسي والفكري والاجتماعي بين الطلاب في المدارس.
  • السعي الى وضع كتاب تاريخ موحد يعتمد المعايير العلمية
  • تأمين بنى تحتية للمدارس، خاصة المدارس الرسمية لتتماشى مع المناهج الجديدة مثل الملاعب، المسارح، المختبرات، المكتبات.
  • تأمين التجهيزات والمواد اللازمة للمختبرات وغيرها، خاصة في المدارس الرسمية
  • تأمين مركز للمعلوماتية موصولة بالشبكة في كل مدرسة، بما فيها المدارس الرسمية
  • ادخال منهجيات التعلم النشط الى المدارس

د‌.     تعميم وتفعيل المجالس والجمعيات الطلابية في القطاعين الرسمي والخاص بحيث تتحول مؤسسات التعليم إلى أماكن تُدرّب الشباب على اتخاذ القرار والمشاركة الفاعلة والسلوكيات الديمقراطية، وإصدار قوانين ترعى عمل هذه المجالس وتضمن حق الطلاب بالمشاركة فيها كما في كل القرارات الإدارية والأكاديمية في المؤسسات التعليمية. ه‌. دعم الجامعة اللبنانية وتعزيز دورها كونها الجامعة الوطنية، وذلك من خلال تخصيص ميزانيات اكبر لتطوير البنى التحتية للجامعة، وتأمين كافة التجهيزات اللازمة للعملية التعلّمية وللبحث العلمي، وتدريب الاساتذة على كافة المنهجيات العلمية الحديثة، كما وتفعيل القوانين المعنية بالإشراف على الاداء الاكاديمي للاساتذة، وكذلك من خلال استحداث مكتب للتنمية الجامعية يقوم بالتقييم المستمر لحاجات الجامعة وربطها بحاجات المجتمع، والنظر الى ما هو جديد في العالم واختيار ما هو ملاءم لمأسسته تربوياً، واستحداث كافة الاختصاصات في الجامعة اللبنانية. إن كل ذلك من شأنه تحييد التربية عن السياسة. 2. خارج اطار التعليم، تلاحظ حاجة ماسة لدى الشباب لتسهيل وصولهم الى مصادر الثقافة والى المشاركة في اغنائها وتنوعها، خاصة وأن فئة كبيرة منهم هي خارج المؤسسات التربوية والتعليمية ان لاستكمالهم مرحلة الدراسة ودخولهم سوق العمل أم لتسربهم المبكر من المدرسة. بالتالي، فإن الحاجة الى تعزيز الحياة الثقافية والفنية والاجتماعية والعلمية ملحة وهي بحاجة الى التالي:

  • تعزيز مشاركة الشباب في الحياة الثقافية على أنواعها وإيلاء عناية خاصة بالشباب ذوي الاحتياجات الخاصة.
  • تعزيز مشاركة الشباب في الإنتاج الثقافي على أنواعه.
  • تعزيز امتلاك الشباب لتقنيات المعلومات والاتصال الحديثة والثقافة العلمية.
  • تعزيز مشاركة الباحثين الشباب في تنشيط الحياة العلمية.
  • تأمين الأموال اللازمة للوزارات المختصة لتمكينها من دعم المشاريع الثقافية المتعلقة بالشباب.
  • تعزيز شبكة المكتبات العامة لتشجيع المطالعة وتنشيط العمل الثقافي، كما وتسريع اعادة احياء المكتبة الوطنية على أن تلحظ برامجها أنشطة وبرامج خاصة بالشباب.
  • تشجيع وسائل الإعلام وحثّها على تشجيع البرامج الثقافية لتوسيع الفرص أمام الشباب لممارسة الأعمال الثقافية.

الشباب والصحة يعاني الشباب، كغيرهم من فئات المجتمع، من مشاكل صحية عامة تستوجب حلولاً ضمن اطار سياسة صحية عامة يعمل على تطبيقها كل من الدولة والمجتمع المدني. بالاضافة الى المشاكل الصحية العامة، يتأثر الشباب، بنسبة أكبر من فئات المجتمع الأخرى، ببعض المخاطر الصحية، كالتي تتعلق بالصحة الانجابية والأمراض المنتقلة جنسياً، والمخدرات، والتدخين، والصحة الغذائية، وحوادث السير، التي يتوجب علينا العمل على تقليصها وايجاد الحلول المناسبة لتفاديها. 1.  يجد الشباب أن السياسة الصحية العامة يجب أن تراعي التالي: أ‌. توعية كافة المعنيين حول مفهوم الصحة الشمولي الذي يشمل الصحة الجسدية والنفسية والعقلية والجنسية. ب‌.تطوير المراكز الصحية، كالمستشفيات والمستوصفات، وتأمين عدالة توزيعها بين المناطق، كما وتطوير تجهيزها وضمان حصول الجميع على الخدمات الطبية الوقائية من خلال التالي:

  • إتخاذ الاجراءات اللازمة لتوسيع نطاق رزمة خدمات الصحة الاولية لتلبية حاجات الشباب
  • جعل البطاقة الصحية إلزامية لجميع تلامذة المدارس وطلبة الجامعات، الحكومية والخاصة.
  • جعل التصريح إلى الضمان الاجتماعي إلزامياً لجميع العاملين المشرّع لهم قانونا بالعمل من دون تمييز من حيث العمر.
  • توفير الضمان الصحي للذين يعملون في القطاع غير النظامي وللذين لا يعملون بدوام كامل.
  • تحديد تعرفة مخفضة في كافة الخدمات الاستشفائية للشباب
  • تأمين الدعم المجاني للامراض المستعصية

ج‌. دعم وتكثيف البرامج الخاصة التي تهدف إلى نشر التوعية الصحية والتربية الوقائية، بما فيها “السلوك الخطر”، وتتوجه بخاصة إلى الشباب الاكثر عرضةً، من نساء غير عاملات، وشباب في المناطق الريفية، مثل:

  • اعتماد منهجية “من شاب الى شاب” في المدارس والجامعات كما والاندية (خارج نطاق المدارس والجامعات) بهدف نشر الوعي في مجال الصحة وغيرها من المجالات
  • توعية الأهل حول أهمية مراجعة الطبيب في كل المواضيع الصحية.
  • تفعيل دور النوادي الشبابية في عملية التوعية الصحية والتركيز على برامج توعية صحية محلية، وجعل هذه النوادي متخصصة خاصةً في القرى والمناطق النائية.
  • إتباع برامج التلقيح والمعاينة الصحية الدورية بشكل مجاني إذ يساعد ذلك الشباب في موضوع الوقاية الصحية؛
  • الزامية وجود معالج نفسي/ عامل اجتماعي في المدارس والجامعات والمستشفيات
  • التوعية حول مخاطر الزواج المبكّر وزواج ذوي القربى
  • الاهتمام بأمراض الفم والاسنان وصحة العين لدى الشباب/ الطلاب كونها تؤثر على الذاكرة والتركيز اثناء الدراسة.
  • اتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لتطبيق القانون الذي يلحظ وجود اخصائي صحي اجتماعي في المدارس الرسمية

1. أما في ما يتعلق بالمشاكل الصحية التي يتأثر بها الشباب بشكل خاص، فمن الضروري انشاء مراكز صحية خاصة بالشباب توفر خدمات دعم سريع ودائم للشباب، وذلك للإرشاد والمساندة النفسية والتثقيف والتوجيه وتعزيز الوقاية، وتأمين التدريب المتواصل لمقدمي الخدمات للشباب. ومن جهة اخرى، من الضروري دعم مراكز الخدمات الاجتماعية في عملها على وضع برامج للتدخل الوقائي والعلاجي خاصة بالفئات المختلفة من الشباب، ولا سيما الشبان والشابات الذين هم خارج المدرسة ولا يعملون، والأمهات الشابات. كما من خلال: أ. إعادة النظر في التصنيف القانوني للمخدّرات والممنوعات، واعتماد سياسة الإرشاد والتوعية على سوء الاستخدام بدلاً من التجريم القانوني لما لذلك من أهمية في تسهيل عملية العلاج، في حال الإدمان أو المشاكل الناجمة عن التعاطي، بما فيه:

  • اعتماد سياسة “تخفيف المخاطر” في ما خص المخدرات.
  • إنشاء مراكز تأهيل وعلاج مجانية للمدمنين على المخدرات في كل المناطق.
  • مكافحة الوصم الاجتماعي لمدمني المخدرات لتسهيل عملية علاجهم.
  • تشديد الرقابة على بيع الأدوية والعقاقير والتأكد من عدم بيعها دون وصفة طبيب وإطلاق حملات توعية حول مخاطر الاستخدام الخاطئ للدواء.

ب. وضع التشريعات التي تحدّ من الترويج للمواد المضرّة للشباب والأطفال، خاصّة السجائر والنارجيلة والكحول والعقاقير والأغذية السريعة:

  • منع الدعايات التي تروّج للسجائر والكحول والعقاقير والأغذية السريعة على محطات التلفزة (أو تحديد مواعيد معيّنة لها) وعلى لوائح الإعلانات قرب المدارس وما شابه وتحديد مساحات خاصة للإعلانات وتنظيمها على الطرقات.
  • إتخاذ الاجراءات اللازمة لتنفيذ منع الإعلانات التي تروج لأدوية الأعشاب وأدوية التنحيف غير الخاضعة للرقابة.
  • التشدد في منع بيع علب السجائر والكحول للقاصرين ورفع الضريبة على السجائر للحد من استخدامها.
  • منع التدخين في الأماكن المغلقة- العامة والخاصة- وتخصيص أماكن خاصة للمدخنين والتشدد في تطبيق القوانين التي تحظّر التدخين في المؤسسات والأماكن العامة.
  • تكثيف حملات التوعية في المدارس حول مضار التدخين واستهلاك الكحول وتعاطي المخدرات.
  • إطلاق حملات توعية حول الغذاء الصحي، خاصة للأهل، والتحذير من خطر بعض المأكولات المعلبة في التسبب بأمراض السرطان ومنع بيع المأكولات التي تحتوي على مواد حافظة في المدارس.
  • تفعيل وتطوير نظام الرقابة على المطاعم التابع لوزارة الصحة من ناحية النظافة ونوعية الطعام وفرض غرامات مرتفعة على المخالفين.

ج. وضع برامج خاصة تهدف إلى توعية الشباب والشابات حول التربية الجنسية والصحة الانجابية. بالاضافة الى:

  • التوعية حول المعلومات الجنسية المغلوطة التي تبث عبر وسائل الإعلام.
  • توعية الأهل حول الصحة الجنسية.
  • إنشاء مراكز علاج مجانية لمرضى السيدا ومكافحة الوصم الاجتماعي الذي يتعرض له هؤلاء الأشخاص.
  • تفعيل حملات التوعية حول الأمراض المنقولة جنسياً.

دراسة حول حاجيات الفيحاء

. طرابلس هي تعريب لكلمة   Tripolis     اليونانية والتي تعني المدن الثلاث. ويعود الاسم حيث أُسس على أرضها أول اتحاد من نوعه في عالم ذلك الزمان، لثلاث من مدن فينيقيا القديمة: صور وصيدا وارواد،نشأت عنه مدينة فينيقية بثلاثة أحياء عمرانية وهي “محلاتا”، “مايزا” و “كايزا”. شكلت تلك المدينة فيما بعد بأحيائها العمرانية الثلاثة النواة الأساسية التي قامت عليها طرابلس اليوم.كما عرفت المدينة بأسماء مختلفة عبر العصور. فبرسائل تل العمارنة سميت “دربلي”. في أثار أخرى سميت “أهلية” أو وهلية. وبمنحوتات انتصارات الغزو الاشوري للمدينة، سيمت “مهالاتا”، “مهلاتا”، “مايزا” و”كايزا

تقع طرابلس على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وتربط المدن الساحلية بمدن سوريا الداخلية، وبالتالي بمدن العراق والخليج عن طريق ممر “طرابلس- حمص” الطبيعي الذي لعب دورا ً مهما ً عبر العصور. أما بيروت واللاذقية فكلتاهما تفصلهما عن الداخل سلسلة جبلية تعيق حركة النقل وخاصة أثناء الشتاء، لذلك تعتبر طرابلس منفذا ً لسوريا الداخلية والعراق والخليج العربي على البحر المتوسط.

هي مركز محافظة لبنان الشمالي، والعاصمة الثانية للبنان بعد بيروت التي تبعد عنها حوالي 85 كلم نحو الشمال، وتبعد عن الحدود اللبنانية-السورية الشمالية نحو 30 كلم ،تبلغ مساحتها حوالي 15 كلم2، بما فيها الميناء. وتقع أمام ساحلها مجموعة جزر صغيرة أهمها: جزيرة الرامكين وجزيرة النخل وجزيرة سنني. وقد أعلنت جميعها عام 1993 محمية طبيعية بحرية تعرف باسم محمية جزر النخل. وأقيمت منارة لهداية السفن على الجزيرة الأولى.

تشرف طرابلس على سلسلة جبلية ترتفع قممها إلى ما فوق 3000م تكسوها غابة الأرز والثلوج الدائمة، وتنتشر على سفوح تلك السلسلة المصايف ذات المناظر الخلابة، والمياه العذبة والهواء العليل.

نهر أبو علي

يخترق طرابلس نهر يتدفق من مغارة قاديشا في أعالي جبل المكمل، يعرف محليا ً بنهر أبو علي نسبة إلى “أبو علي بن عمار” أحد ولاتها من أسرة بني عمار الذين حكموا طرابلس في نهاية القرن الحادي عشر الميلادي. يشطر نهر “أبو علي” طرابلس شطرين، شرقي وغربي، يصل بينهما الجسر الجديد الذي أقيم حديثا ً بعد طوفان النهر عام 1956، وهو يغذي تربتها ويروي بساتينها التي تغطي سهلها الخصيب.

أما طرابلس الحالية مدينة حديثة، بناها السلطان المملوكي المنصور قلاوون، بعد فتحه لطرابلس القديمة، وتحريرها من أيدي الصليبيين. وطرابلس، بموقعها، باب آسيا نحو حلب ودمشق وبغداد وبلاد الخليج العربي. لذلك بقيت عدة قرون تسمى بطرابلس الشام. كذلك فلموقعها أهمية خاصة، لكونها قريبة من غابات الأرز، حيث كانت أخشاب تلك الغابات تستغل في صناعة السفن في ميناء المدينة، وغدت بذلك من المدن الحربية الصناعية الهامة، إذ كانت ترسانات السفن تقوم على الأخص عندها. والمدينة بأحيائها القديمة، صورة مصغرة عن القاهرة، بأزقتها، بأسواقها، ومساجدها ومدارسها، وحماماتها وخاناتها، التي بناها المماليك، وقد تركوا فبها نحو 360 مدرسة وزاوية ومسجدا وبذلك عرفت بمدينة العلم والعلماء. وهي بآثارها هذه تعتبر ثاني مدينة مملوكية بعد القاهرة.

و لكن للأسف اليوم طرابلس واقعها مغاير جدا فهي أصبحت متقهقرة جدا و وضعها مأساوي:

فلا يمكن لسبب واحد أن يكون وراء هذا التقهقر الذي شهدته المدينة خلال أقل من قرن من الزمن. نعلم أن طرابلس لم تكن المدينة المحظية أيام عهد الإنتداب، ومن يقرأ الصحف التي كانت تصدر في عشرينات وثلاثينات القرن العشرين يلمس أن طرابلس كانت تعاني من الإهمال وصحف تلك الحقبة تعكس العديد من المطالب التي لم تتحقق حتى اليوم. في تلك الآونة الانتدابية بدأ يتكون الشعور بالحرمان والإهمال، وقد أصبح هذا الشعور من طبائع أهل المدينة ومع ذلك فإن النشاط التجاري والعمراني استمر.

استطاعت طرابلس خلال النصف الأول من القرن العشرين أن تحافظ على سماتها الرئيسية وأن تنمو بفعل موقعها ودورها كعاصمة تجارية لأقضية الشمال وللساحل السوري. وكانت أول الصدمات المؤلمة والمؤثرة على المدى البعيد، حصول القطيعة الاقتصادية بين لبنان وسوريا عام 1950. خسرت طرابلس دورها كعاصمة اقتصادية للساحل السوري، ولعلها لم تستشعر أثر ذلك بشكل مباشر، فقد عوضت جزئياً بازدياد حاجة الأقضية إليها. ومع ذلك فإن بداية الخمسينات شهدت بداية انتفاء دور طرابلس، وظهر أثر ذلك على التل الذي تراجعت أماكن الترفيه فيه وأغلقت الفنادق تباعاً أبوابها، ومع الستينات أصبح التل ملحقاً بالاقتصاد الداخلي للمدينة.

والمحطة الثانية في التراجع كانت مع فيضان نهر أبي علي، في نهاية عام 1955. هذا الحدث الطبيعي أدى إلى خسائر مباشرة في الأرواح والممتلكات ولكن آثاره البعيدة كانت أشدّ فداحة. فمشروع توسيع مجرى نهر أبي علي كان الكارثة الكبرى التي حلّت في المدينة. فقد أدى إلى تدمير منظم لجزء أساسي وهام من نسيجها العمراني التاريخي دون تفكير بالعواقب على الإطلاق.

أما المحطة الثالثة في تدهور أحوال المدينة فكان مشروع معرض طرابلس الدولي، الذي كان يجدر به أن يكون نعمة على المدينة فتحول إلى نقمة. لقد قضى هذا المشروع على الجزء الرئيسي من ثروتها الطبيعية والريعية المتمثلة ببساتين الليمون التي أعطت لطرابلس هويتها وإسمها الفيحاء.

والمحطة الرابعة من تدهور المدينة كانت مع سنوات الحرب، فتعرضت مناطق مثل القبة والتبانة إلى تدمير مباني كثيرة ما زالت تنتظر إعادة الإعمار حتى هذه اللحظة.

هذه المحطات تعاقبت على إضعاف طرابلس وإفقارها. أما طرابلس القديمة التاريخية المملوكية – العثمانية فإن التصدع والإهمال قد خربها منذ زمن بعيد.

فمن هنا نستلخص أن المدينة يوجد لديها إمكانيات و لكن الزمن لعب دور كبير في إضعافها مما أدى إلى تهميشها و تقهقرها .

قلعة طرابلس

فطرابلس لها ميزات سياحية و إنتاجية كثيرة لكن لم تعرف مدينة طرابلس في يوم من الأيام اهتماما سياحيا رسميا من قبل وزارة السياحة او الجهات المعنية في الدولة التي كانت تعتبر ولا تزال أن السياحة اللبنانية تنتهي عند مدخل محافظة الشمال، وتحديدا عند لافتة: «مدينة جبيل تشكر لكم زيارتكم»…

لذلك فان العاصمة الثانية تكاد تكون غائبة كليا عن برامج الوزارة ومنشوراتها و«كليباتها» التي توزع في المطار وتعرض على رحلات طيران «الميدل إيست»، متجاهلة في ذلك أن طرابلس هي المدينة اللبنانية الضاربة في عمق التاريخ والقائمة منذ أكثر من أربعة آلاف عام. وان الفيحاء هي المدينة المملوكية الثانية في العالم بعد القاهرة، والمتحف الحي المتنوع بالآثار الصليبية والمملوكية والعثمانية والمتمثل بأسواقها التراثية القديمة وحاراتها وأدراجها وعقباتها التي ما تزال تنبض بتفاصيل الحياة اليومية لاهالي المدينة.

ولا شك في ان الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية التي تعيشها المدينة، وبلغت ذروتها خلال السنوات الثلاث الماضية، قد عمقت تهميشها سياحيا وحالت دون قيام السياح الأجانب والعرب بمبادرات شخصية لزيارتها، فغابت عن ورشة التطوير السياحي، ولم تدخل الى الهيكلية السياحية اللبنانية الجديدة، وبقيت خارجها رغم كل الامكانيات الهامة التي تختزنها.

أمام هذا الواقع لم تتوان الجهات المعنية والمجتمع المدني والأهلي في طرابلس على مدار السنوات الماضية عن اقتحام عدد من الوزارات والمؤسسات الرسمية لتثبيت حق طرابلس في العملية التنموية الشاملة التي تشكل أحد مرتكزات الدور السياحي الفاعل، وفي إعداد البرامج والخطط لدفع العجلة السياحية والعمل من خلالها على تنشيط الحركة الاقتصادية والتجارية والاستفادة من عوامل الجذب الكثيرة الموجودة بين جنبات الفيحاء.

ومن هذا المنطلق ثمة تركيز أساسي على بناء دور جديد لطرابلس لا سيما على صعيد السياحة الثقافية والبيئية، بعد ان فقدت دورها التاريخي كقطب في تجارة الترانزيت في منطقة الشرق العربي.

والفيحاء مشهود لها بأنها المدينة اللبنانية المحافظة التي لا تعتمد في سياحتها على الملاهي وحياة الليل، ما يعطيها فرصة كبيرة في جذب السياحة العائلية وذلك بعد اكتمال البنى التحتية السياحية فيها، والمتمثلة بكثير من المشاريع التي تأخذ طريقها حاليا نحو التنفيذ وبدأ بعضها يبصر النور.

ويأتي مشروع الحفاظ على الارث الثقافي في مقدمتها، ويشمل إعادة تأهيل وإحياء المناطق الأثرية المحيطة بنهر أبو علي، وعدد من الاسواق الداخلية، وخان العسكر، إضافة الى مشروع الحكومة التركية تأهيل التكية المولوية، وتأهيل محيط قلعة طرابلس، فضلا عن بروتوكولات التعاون ألتي انجزتها البلدية مع عدد كبير من المدن العربية والاوروبية من اجل إقامة المشاريع المشتركة والاستفادة من الخبرات في تحسين صورة المدينة وتحويلها الى مدينة سياحية ذات اختصاصات محددة لها روادها.

لا يختلف اثنان على أن طرابلس هي المدينة اللبنانية الأغنى بالآثار المملوكية والعثمانية، فهي تختزن 136 معلما أثريا مصنفا في مديرية الآثار، ومئات المعالم المهملة وغير المصنفة التي تحتاج الى إعادة اكتشاف وتأهيل، فهي مدينة الأبراج السبعة الممتدة على ساحلها، والجزر السبع القائمة على شاطئها. ويخترق نهر ابو علي الذي ينبع من مغارة قاديشا في بشري المدينة الأثرية ليقسمها إلى قسمين، وهناك مدينة المأكولات الشرقية والحلويات العربية الشهيرة وصناعة الصابون التي تنتشر جميعها في كل أصقاع العالم حاملة معها اسم طرابلس، وهي مدينة الاسواق المتخصصة والخانات والحمامات، ومدينة المساجد والمآذن والكنائس والتكايا والزوايا والمدارس ومزارات الأولياء، ومدينة المعرض الدولي وصناعة المفروشات والنحاسيات والدباغة والمقاهي الشعبية، فضلا عن كونها المدينة المضيافة بامتياز بتقاليد وعادات أهلها.. وطرابلس هي «أم الفقير» التي تتميز بأسعار منخفضة عن كل المناطق اللبنانية الأخرى، تطال السلع والمنتوجات والبضائع على اختلاف أنواعها.

كما تتميز الفيحاء بأحياء داخلية فريدة عن احياء المدن اللبنانية والعربية الأخرى، بما تحويه من كنوز أثرية للعمارة من عصر المماليك والعصر العثماني، كما لا تخلو من بعض مخلفات الصليبيين.

ويشير عدد من المؤرخين الى ان طرابلس إذا ما حافظت على آثارها وعرفت كيفية الاستفادة منها فانها ستصبح من كبريات المدن السياحية في العالم العربي وقبلة أنظار الاجانب والعرب.

تستعد طرابلس بقوة للسياحة الرمضانية حيث تشكل المقاهي الشعبية التراثية في أحيائها الداخلية وخصوصا في منطقة الحدادين، وانتشار افران الكعك ومصانع الحلويات عامل جذب كبيرا للزوار الذين يقصدونها من كل حدب وصوب.

ولا يمكن لزائر طرابلس أن يسهو عن المقومات السياحية الأثرية في المدينة.

قلعة طرابلس

تتميز طرابلس بقلعتها الأثرية التي بناها قائد الحملة الصليبية ريموند سان جيل في العام 1100م ، وكانت في البداية حصنا صغيرا، ثم أكمل بناءه القائد الصليبي وليم جوردان، وبعد سلسلة مواجهات عسكرية تهدم قسم كبير من هذا الحصن الى ان قدمت جيوش المماليك بقيادة السلطان قلاوون في العام 1289م وعمل على توسيع الحصن وتحويله الى قلعة تشرف على كل أرجاء المدينة، وتضم 25 برجا وعقود حجرية وقاعات وسراديب ونواويس وكثير من المنشآت الحربية.

جامع طينال

المساجد والمدارس

  • الجامع المنصوري الكبير: يعد من أعظم المساجد الجامعة في طرابلس. وهو أوّل معلم معماري يقام في طرابلس المملوكيّة.
  • جامع العطار: من أكبر جوامع طرابلس وثالثها من حيث الأهمية. أسسه “بدر الدين بن العطار” أحد عطاري طرابلس الأثرياء عام 751 هـ. على نفقته الخاصة فنسب إليه.
  • جامع البرطاسي: يعرف بجامع ومدرسة البرطاسي أو البرطاسية، وقد سمي نسبة إلى مؤسسة “عيسى بن عمر البرطاسي”.
  • جامع الأويسي: حمل اسم مشيّده “محي الدين الأويسي” الذي بناه عام 865 هـ. هناك ضريح لمحمود بك السنجق، صاحب المسجد المعروف باسمه في التبّانة.
  • جامع التوبة: يقع على الضفة اليسرى لنهر أبي علي حيث الجسر الجديد في محلّة الدباغة بالقرب من خان العسكر. عرّضه موقعه لأضرار بالغة أثناء فيضانات نهر أبي علي التي حدثت في طرابلس مرات عديدة، جُدّد إبّان العهد العثماني على يد الأمير ”حسين بن يوسف سيفا“ .

جامع طينال: شيده نائب السلطنة الأمير “سيف الدين طينال الحاجب” سنة 736 هـ. يأتي ثانيا ً بعد الجامع الكبير.       يتمتع بطراز هندسي إسلامي مميز يلفت الانتباه بقبابه الأربع المختلفة الأشكال والأحجام، وبمئذنته المربعة

الكنائس

يقول عدد من المؤرخين ان طرابلس كان يطلق عليها اسم وادي الكنائس لا سيما خلال عهد الصليبيين، لكن هذه الكنائس ما لبثت أن تهدمت خلال الحروب التاريخية، ما يجعل كنائس طرابلس حديثة العهد يعود عمر أقدمها الى نحو مئتي عام، وتعود لمختلف الطوائف وهي:

مارونيا: السيدة القبة (بنيت عام 1889)، سيدة النجاة الميناء (1889)، ومار مخايل القبة (1926) مار مخايل طرابلس (1930) مار مارون (1955).

أرثوذكسيا: مار نقولا طرابلس (1816) مار جاورجيوس الميناء (1835) مار الياس الميناء (1861) مار جاورجيوس طرابلس (1862)، مار يعقوب الميناء (1871)، السريان الأرثوذكس الميناء (1910) الانجيلية المعمدانية (1940)

الكاثوليك: مار جاورجيوس (1835) السريان الكاثوليك (1890)

التكية المولوية

هي اشهر امكنة التصوف للدراويش المولويين في العهد العثماني، وتقوم على سفح محلة أبي سمراء على ضفة نهر أبو علي، ويعود بناؤها الى اكثر من ستمئة عام، وقد استمرت حتى منتصف القرن العشرين حيث كان يرتادها نحو عشرين درويشا بإشراف الشيخ شفيق المولوي وكانوا يقيمون فيها حفلات الفتلة وكان آخرها تلك التي أقيمت بناء لطلب رئيس الحكومة الراحل رياض الصلح عام 1948، ويشرف على التكية حاليا رياض مولوي وهي تخضع لمشروع إعادة تاهيل على نفقة الحكومة التركية.

ساعة التل

ساعة طرابلس

بناها العثمانيون في ساحة التل في طرابلس عام 1902 بأمر من السلطان عبد الحميد الثاني لمناسبة مرور 25 عاما على توليه الخلافة العثمانية، وهي مؤلفة من خمسة طوابق يعلوها برج بداخله ساعة من أربعة وجوه، وقد رممت مؤخرا على نفقة قنصل تركيا الفخري صبحي عكاري.

الحمامات

يقول عدد من المؤرخين انه لم تكن بيوت السكن في طرابلس على درجة عالية من الرفاهية، وكان معظمها خاليا من الحمامات، لذلك كان الناس يقصدون حمامات السوق وهي كانت تبنى بالقرب من الخانات التي تستقبل النزلاء من المسافرين والاغراب ليسهل عليهم ارتيادها، ومن الحمامات المعروفة والتي لا تزال قائمة لكنها لا تعمل حمام عز الدين، حمام النوري، الحمام الجديد، إضافة الى حمام العبد الكائن في سوق البازركان وما زال يعمل ويستقبل المواطنين والسياح.

خان الصابون

الخانات

هي فنادق أيام زمان بعضها أنشئ في عهد المماليك وبعضها الآخر في عهد العثمانيين وجميعها مؤلفة من طابقين وتتوسط كلا منها باحة واسعة لوضع دواب وعربات المسافرين، ومن أشهر الخانات في طرابلس: خان الصابون الذي نال شهرة عالمية واسعة بفعل صناعة الصابون التي تشرف عليها مؤسسة بدر حسون الذي نجح خلال فترة قياسية من تعميم منتوجات طرابلس من صابون زيت الزيتون والبلدي المعطر والمعزز بالأعشاب الطبيعية الى اكثر من خمسين نقطة بيع في الدول العربية والعالم.

إضافة الى خان الخياطين وهو يدل على عراقة طرابلس في صناعة النسيج وقد جرى ترميمه مرتين، الاولى على نفقة الحكومة الألمانية والثانية على نفقة الحكومة الاسبانية وهو لا يزال محافظا على مهنة الخياطة ويضم سلسلة محال لبيع الألبسة التراثية.

وخان العسكر ويدخل ضمن مشروع الحفاظ على الارث الثقافي، وخان المصريين ويستخدم لبيع الصابون والاواني التراثية، وخان التماثيل في الميناء الذي وضعت دراسات لاستملاكه وإخلائه على نفقة سعد الحريري، وتحويله الى مقصد سياحي، وخان المنزل وخان البرنس، والخانقاه وهي مكان لاقامة الأرامل والفقراء وتشرف عليه مديرية الاوقاف الاسلامية.

جزيرة الرامكين

السياحة البحرية

يتميز ميناء طرابلس بسبع جزر موزعة قبالة شاطئها، وفي مقدمتها ثلاث جزر هي: الأرانب، سنني والرامكين، وتشكل مجتمعة «محمية جزر النخل» وتفتح خلال شهريّ تموز وآب من كل عام، وتعتبر محطة راحة بالنسبة للطيور المهاجرة النادرة، وتلك المعرضة لخطر الانقراض، ويعتبر شاطئها الرملي من المواقع القليلة المتبقية على

الشاطئ اللبناني لتفريخ السلاحف البحرية. كما تختزن نباتات طبية وتنفرد بأنواع خاصة، كما تعتبر أرضها المغمورة بالمياه او المعشبة او الرملية مكانا فريدا من نوعه لتفريخ الاسماك وتكاثر الأسفنج.

ويجري العمل على تفعيل السياحة في محمية جزر النخل من خلال سلسلة مشاريع سياحية استثمارية لا تزال حبرا على ورق بانتظار إيجاد التمويل اللازم في وقت تتقدم فيه فكرة إنشاء جزيرة اصطناعية قبالة شاطئ بيروت وإقامة المشاريع عليها، دون الاستفادة من المحمية الطبيعية، أو من الجزر الأربع المحيطة بها والمفتوحة على مدار السنة امام رواد السباحة والصيد وهي جزر: عبد الوهاب، والبلان، والرميلة، والعشاق.

و لكن أهميتها لا تلغي واقعها المأساوي و الإهمال الموجود فيها فالمدينة بحاجة إلى الكثير من الإنماء.

و لا شك أن الحرب الأهلية في لبنان قد زادت واقع الانعزال الطائفي المناطقي الذي ما زلنا نعيش مفاعيله في كافة المجالات الحياتية في طرابلس، كما وفي كافة التوجهات السياسية الكبرى في البلاد.

إن الفرز الطائفي قد خسر طرابلس الكثير من ارتباطاتها التقليدية بمحيطها باعتبارها عاصمة الشمال. ولقد زاد هذا الوضع في عزلتها وفي طغيان اللون السكاني الواحد فيها.

لقد تحولت طرابلس إلى عاصمة لا تستطيع استقطاب محيطها كله، خصوصاً وأن الحرب والفرز الطائفي قد أديا إلى تنامي التمدين في بعض المناطق الريفية في محيط طرابلس.

لقد جعلت الحرب أيضاً طرابلس مدينة غير مسيطرة إجتماعياً ومجالياً على التجمعات السكانية فيها خصوصاً بعد أن زادت بينهم هوة التمايز الاجتماعي الطبقي والتمايز الثقافي المعيشي، أمر انتج فرزاً مجالياً وصل اليوم حتى مستوى التشظي المجالي بين:  أقسام المدينة، بين نمط العيش فيها، بين نوع الخدمات المؤمنه لها، بين مستوى الحماية الاجتماعية لسكانها، وبين مستوى التعليم لأبنائها…

لقد بينا أن مدن الفيحاء قد عانت منذ بدايات الحرب الأهلية في لبنان، كما غيرها من مناطق هذا البلد، الكثير من المشاكل، خصوصاً على صعد التهجير وصعيد تراجع دورها كعاصمة فعلية لكافة مناطق الشمال. هذا التراجع ما زلنا حتى اليوم نعاني من ارتدادات مفاعيله السلبية، حتى بعد انتهاء الحرب بقرابة الثلاثة عقود. لكن وبالرغم من كثرة سلبيات الحرب على مدن الفيحاء، كان هناك حالة ظاهرة لا بد من رصدها عرضاً. فلقد عاشت  طرابلس ومرافقها (المرفأ، المطار) حالة اقتصادية لافته في ذلك الزمان، زمان الحرب، نتيجة تفلتها من واقع تبعيتها لبيروت، خلقت فيها نمواً اقتصادياً مرحلياً، عاد ليتقلص مع عودتها لتبعيتها للعاصمة.

و لكن الشيء المهم الذي يجب أن نعلمه هو حالة الديموغرافيا في المدينة لأن الديموغرافيا بالنسبة إلى المساحة تدل على معلم كثيرة و منها مدى النمو الموجود في المدينة.

المنطقة العقارية

المساحة بالهكتار

عدد الوحدات السكنية

عدد السكان  2001

عدد السكان  2006

عدد السكان  2008  ْ

الكثافة السكانية 2008

الرمانة

3.8

276

1.490

1.614

1.660

437

الحديد

5.3

267

1.442

1.561

1.605

303

النوري

8.4

620

3.348

3.624

3.726

444

المهاترة

5.9

351

1.895

2.051

2.109

357

الحدادين

35.9

2.988

16.135

17.467

17.959

500

زيتون طرابلس

11145.8

15.876

85.730

92.813

95.430

83

التل

51.6

3.088

16.675

18.052

18.561

360

الزاهرية

13.2

8.5

4.347

4.707

4.840

367

السويقة

13.9

1.164

6.286

6.805

6.997

503

التبانة

21.2

1.436

7.754

8.394

8.631

407

القبة

38.8

1.796

9.698

10.499

10.795

278

بساتين طرابلس

695.6

11.196

60.458

65.453

67.299

97

مجموع طرابلس

2039.4

39.863

215.26

233.040

239.611

117

الميناء 1

23.3

1.821

9.833

10.645

10.945

470

الميناء 2

41.5

2.605

14.067

15.229

15.658

377

الميناء 3

38.6

1.690

9.126

9.880

10.159

263

بساتين الميناء

270.3

3.278

17.701

19.163

19.703

73

مجموع الميناء

373.7

9.394

50.728

54.917

56.465

151

البداوي

553.3

6.389

34.501

37.351

38.404

69

اتحاد بلديات الفيحاء

2966.4

55.646

300.488

325.308

334.48

113

و لكن المدينة اليوم بحالة سيئة جدا و وصفت في السنين الماضية للأسف بأنها منظقة الإرهاب و لكن حسب وجهة نظري و هذا غير واقعي لأنه يوجد بعض الإرهابيين للأسف و لكن ليس المدينة بأكملها. و لكن هنا السؤال لماذا أتى الإرهاب ؟

– قدر معدل عدد السكان في الوحدة السكنية بـ 5.4 واستناداً لذلك احتسب عدد السكان وفق المعادلة التالية: عدد السكان= عدد الوحدات السكنية x 5.4

–  تقدير عدد السكان في الفيحاء حسب نمو سكاني 1.6% وهي النسبة المقدرة من 2001 وحتى 2006 حسب معادلة: عدد السكان 2006= عدد السكان 2001x (1+ 0.016) ْ

–  حسب إحصاءات وزارة الشؤون الإجتماعية قدرت نسبة النمو السكاني للسنوات الخمس القادمة 2006 ولغاية 2011 بـ 1.4 %

–   عدد سكان 2008= عدد سكان 2006x  (1+ 0.014)2

فالخصوبة في مجتمعات الفقر عموماً وفي مدن الفيحاء على وجه الخصوص

غالباً ما نفسر واقع الخصوبة في المجتمع أو في جماعة اجتماعية بعوامل الدين، الثقافة، الاقتصاد، العزوة (السياسة)، وكلها من العوامل التي ما زال لتأثيرها دور كبير في تفسير قوة الخصوبة ضمن الفئات الاجتماعية الفقيرة في مدن  الفيحاء. لكن لا بد من أن نضيف لهذه العوامل عاملاًًن جوهريان فاعلاًن هما عاملا الحماية والرعاية الاجتماعية، اللذان لا أحد يستطيع التغاضي عن تأثيرهما عند “هذه الجماعة” الموصفه حياتها بصفة عدم الاستقرار مقارنة بغيرها من الفئات الاجتماعية المدينية في مدن الفيحاء.

لو قرأنا واقع الفقر في مدن الفيحاء بكل ما فيه من تعقيدات على مستوى: الصحة، التعليم، العمل، عمالة أطفال، المسكن، الغذاء،… (مواضيع سأعرضها لاحقاً)، لوجدنا أن ارتباط الأسرة بمنطق الهبة القائمة على مبدأ التبادل في المساندة الاجتماعية بين الأهل والأولاد هو السائد، إذ أن رعاية وحماية الأولاد (وفق القدرات ووفق واقع الحياة الاجتماعية في مجتمعات الفقر) في الطفولة بإنتظار “رد” هذه الهبة وقت الحاجة إليها، وفق منطق التعاضد والتساند الاسري الاجتماعي، هو المنطق المتجذر في التكوين الاجتماعي وفي الثقافة الدينية، خصوصاً عند هذه الفئات الاجتماعية.

إن تطبيق منطق الهبة[1] في العلاقات الاسرية نجده في كافة الأسر، وهو أمر جلي في ثقافتنا العربية، لكن تطبيقه عند الفئات الفقيرة يخلق عادة بعضاً من التوازن خصوصاً وأنها تعاني من عدم استقرار حياتي في معيشها اجتماعياً واقتصادياً ونفسياً.

إن هذا الفهم لواقع الهبة، برأينا، هو الذي يفسر بشكل كبير مسألة الخصوبة الزائدة في أسر مجتمعات الفقر المحتاجة، لضيق امكانياتها، إلى التكاتف الاجتماعي فيما بينها لتأمين أسس العيش.

فمدن الفيحاء متفاوته في نسب الخصوبة الأسرية وفق تقسيماتها السوسيو اقتصادية

لو نظرنا لواقع الخصوبة في الأسرة وفق المناطق في مدن الفيحاء نتبين  احصائياً تفاوت نسب الخصوبة بين منطقة واخرى.

وإن كنا قد صنفنا مدن الفيحاء بالمجتمعات الفتية، فالأدق توصيفاً هو أن مناطق الفقر والمناطق الشعبية هي التي تمثل واقعياً المناطق الفتية في المدينة، في حين أن المناطق التي يطغى فيها أسلوب العيش المتوسط والراقي، هي مناطق، قئاتها الاجتماعية هي الأكثر شيخوخة في التركيبة السكانية.

الأسرة في مدن الفيحاء

إن مدن الفيحاء هي شديدة التنوع في التركيبة الاجتماعية خصوصاً على مستوى التمايز الطبقي الاجتماعي والتمايز الثقافي التعليمي، وحتى على مستوى المتمايزات “الثقافية” التي طبعت تاريخياً وما زالت “ثقافاتها” المناطقية المعيشية، لا يمكننا أن نقارب موضوع الأسرة: سن الزواج، عدد الأولاد … إلا من خلال وعينا إلى أن هذه التركيبة المجتمعية المتنوعة قد تسببت في إنتاج أنماط متنوعة وأحياناً متناقضة من أشكال الأسر في مجتمعنا الحالي.

‌أ.        سن الزواج

لقد ارتفع معدل سن الزواج في مدن الفيحاء بشكل عام. ولقد وصل بمعدله لسن ال 29 إناث و33.6 ذكور[2]. أما العوامل التي تسببت بهذا الارتفاع فمتعددة منها: تعليم

المرأة، خروجها للعمل، احتكاك النوعين في الخارج وما سببه من عملية اختلاط نوعي، وبالتالي من عملية معرفه الآخر والتعود عليه  التي بدأت تعوض الكثير من معطيات العلاقة الجنسية التي لم تكن متوفرة، في السابق، إلا من خلال مؤسسة الزواج[3].

لقد ساهم، في هذه التحولات، مسألة التطور التكنولوجي، الواقع الاقتصادي ومشكلة تأسيس أسرة في مجتمع الاستهلاكي بات يخلق أدوات وابتكارات ما تلبث أن تتحول وبسرعة إلى احتياجات ضرورية لا يمكن الاستغناء عنها. هذا عدا أن مشروع الزواج بحد ذاته بمستلزماته الآنية والمستقبلية، أصبح يشكل كابوساً اقتصادياً كبيراً على عاتق الشباب.

بالرغم من هذه التحولات، فلقد بينت دراسة لواقع الزواج في مناطق الفقر أن معدل سن الزواج هو 21 للذكور و17 للإناث[4] إن هذا الأمر يفسر أيضاً قوة الخصوبة في هذه الأسر. أما الاسباب فمتعددة نذكر منها:دخول الشاب سوق العمل بسن مبكر. الضبط الاخلاقي في مسكن وبيئة تعانيان الكثافة السكانية، عمر المراهقة وصعوبه ضبط متطلباته في بيئة تقليدية التكوين، سكن الشاب مع العائلة في كثير من الأحيان: أمر يخفف الأعباء الاقتصادية المباشرة للزواج.

‌أ. عدد الأولاد

إن الطب بتطوراته الحديثة في حقل الإنجاب قد أثر بشكل كبير على مسألة الخصوبة الأسرية . لكن في مجتمعات الفقر هناك العديد من الأزواج ما زال يعتبر أن التدخل في هذه الأمور هو تدخل في

مشيئة الخالق، وأن الولد يولد ويولد رزقه معه. ليس لدينا تقديراً دقيقاً لواقع استخدام وسائل منع الحمل. سنورد جدول وزارة الشؤون الاجتماعية بالنسبة لإستخدام وسائل منع الحمل في لبنان:

الاستخدام الحالي / نوع الوسيلة

محافظة الشمال

لا تستخدم حالياً

32.3

تستخدم أي وسيلة

67.7

إجمالي

100

يستخدم أي وسيلة حديثة

35.6

حبوب

13.4

لولب

14.2

واقي ذكري

3.0

واقي أنثوي

0.0

حقن

0.0

حاجز مهبلي

0.0

تعقيم أنثوي

5.0

يستخدم أي وسيلة تقليدية

24.8

فترة الأمان

4.3

العزل

20.0

الرضاعة

0.4

أخرى

0.1

غيرمحدد

7.2

جدول 2: الاستخدام الحالي لوسائل منع الحمل (وزارة الشؤون الاجتماعية)

في متابعة لقراءة حجم الأسرة وعدد الأولاد فيها يأتي الرسم البياني التالي ليبين هذا الواقع بشكل أدق.

رسم بياني 6: عدد الأولاد في الأسرة (المصدر: بنية المجتمع الطرابلسي)

4ْ. الديموغرافيا المدينية والهجرة الريفية

في الدراسة الاحصائية التي قدمت في مؤتمر المدينة العربية [5]، عند سؤال الأسر عن

أصل الوالد فيها، جاءت الاجابات كالآتي:

رسم بياني 8: يظهر أصول الأب في الأسر (المصدر: بنية المجتمع الطرابلسي)

إن قراءة النسب في الرسم البياني تبين:

أن الخزان البشري من المهاجرين في مدينة طرابلس غالبهم من أصول ريفية منتمية لمنطقتي عكار والضنية.

ما زالت التجمعات السكنية الطرفية في المدينة هي التي تستقطب النسب الأعلى من المهاجرين الريفيين (القبة وأبو سمراء)، تليها مناطق الفقر.

لا توجد منطقة في طرابلس خالية اليوم من الفئات الريفية المهاجرة إلى المدن سعياً لتحسين أوضاعها الاجتماعبة والحياتية والخدماتية.

نسبة كبيرة من أبناء الريف هي من الفئات التي يتوافق نمط عيشها مع طابع الأحياء الشعبية قي المدينة، لكن هناك مدينيون من أصول ريفية مقتدرة اقتصادياً، أو/ و ثقافياً أو/ و إجتماعياً وهم فاعلون في حياة المدينة وفي مرافقها المختلفة.

مدن الفيحاء ومجتمعها الفتي

إذا كنا نعتبر أن مجتمع مدن الفيحاء هو مجتمع فتي ونعلم أن الشبان سيتقاسمون قريباً مصادر المدينة مع غيرهم من الرجال البالغين وكبار السن، نجد أننا فعلياً أمام مشكلة وخصوصاً وأن واقع نمو طرابلس الاقتصادي ضئيل يبلغ أل 2% وفق مصادر البنك المركزي.

طرابلس

بقية لبنان

بيروت الكبرى

بيروت

2%

8%

7%

83%

جدول 4: نسب النمو

رسم بياني9: الفئات العمرية في المجتمع الطرابلسي  (مصدر: وزارة الشؤون الاجتماعية)

6ْ. المجتمع الفتي والتنمية المستدامة

عندما نتحدث عن مجتمع فتي نتطلع على المستوى المجتمعي لما يمكن تسميته بالتنمية المستدامة في كافة القطاعات: التعليمية تنمية الامكانيات والقدرات وخلق مجالات جديدة تتوافق مع كافة حاجات وطاقات الشباب.

كذلك التنمية على المستوى الصحي، السكني، البيئي، الأمني، الغذائي، الانتاجي، السياسي، الثقافي،….. بمعنى آخر نتطلع لتنمية قدرات المدينة لتتوافق والزيادة الديموغرافية الفتية فيها وواقع تطلعات مستقبلهم في ظل حراك تغييري سريع في العالم حولهم على كافة الصعد والمستويات.

لا شك أن قراءة واقع مدن الفيحاء عامة بكافة طبقاتها الاجتماعية، وبكافة قدرات شبابها، يبين عجر المدن الثلاث فيها عن تلبية طموحات الشباب على كافة الصعد. غالبية الشباب المتعلم لا يجد فرص عمل تتوافق وطموحاته فيهاجر إلى العاصمة أو إلى الخارج.

لا توجد احصاءات دقيقة في هذا المجال لكن المراقب الدقيق لهذا الواقع يستطيع تبينه لوسع انتشار هذه الظاهرة في المدينة التي كانت تطال الهجرة فيها الشباب فقط بهدف العمل وباتت تطال اليوم، وإن بنسب أقل الفتيات المتعلمات اللواتي تضيق بهن حدود مدن الفيحاء . لا ننسى واقع الثقافة وواقع النظام الأبوي الذي ما زال متشدداً في هذه المسائل بالنسبة للفتيات.

نضيف هنا أن الشباب في مجتمعنا ما زال مرتبطاً بشكل كبير بأسرته. هو لا يستقل فعلياً عنها (شاباً كان أو فتاة) إلا بهدف الهجرة للعمل أو بسبب الزواج، وذلك ضمن كافة الفئات إن كانت الامكانيات المادية أو الظروف الاجتماعية تسمح بذلك وإلا حتى بعد الزواج يظل في البيت الأسري. إن هذا الواقع يبين مدى هيمنة السلطة الأبوية في التركيبة الاجتماعية في مدن الفيحاء مهما كان واقع المستوى الاجتماعي.

المسألة الثانية التي من المهم لحظها في مجتمعنا الحالي تتمثل في تكاثر الفئات الشبابية المحدودة القدرات المعرفية نتيجة تسربها المبكر من التعليم لسوق العمل (مسألة سنبينها بالأرقام لاحقاً). إن هذه الفئة التي يزداد عددها خصوصاً في مجتمعات الفقر تمثل اليوم بذاتها حالة تحتاج للمعالجة إن على مستوى المعرفي أو على مستوى تحسين ظروف العمل، أو على مستوى البطالة فيها (ينقصنا الاحصاءات الدقيقة لواقع البطالة في مدن الفيحاء).

لا شك أن التعاضد الأسري يخفي الكثير من حالات البطالة، ولا شك أن البطالة المقنعة بعدم توفر العمل الدائم عند فئة كبيرة من فقراء المدينة هي واسعة الانتشار، لا شك أيضاً أن هذا النوع من البطالة يشمل عمل المرأة في المنزل بدون مردود مادي. إن هذه الأمور جميعها تفسر معنى حاجة هذه الفئات الاجتماعية لتعميق الروابط الاسرية وحتى العائلية. هذه الروابط التي فيها الكثير من التعاضد والمساندة، وهو أمر وإن كان له ايجابياته الكبيرة لكنه في الوقت نفسه يعمق حالة الفقر ويزيدها لتحمل العامل في الأسرة عبئاً كبيراً بمدخول مادي قليل.

الواقع المزري في طرابلس

العيش الاجتماعي / الاقتصادي

قلنا أن مجتمع مدن الفيحاء متنوع العيش الاقتصادي/ الاجتماعي. لا بد من أن نوضح أننا عندما نتحدث عن الفقر في المدينة نحاول قياس واقع الفقر بالنسبة لمتطلبات العيش من مسكن، غذاء، كساء، تعليم، صحة، خدمات عامة (مياه، كهرباء، مجارير) ترفيه، بيئة طبيعية واجتماعية.

في تطلع سريع لواقع المعيش في مدن الفيحاء،  ومن خلال عرضنا لكل بعد اجتماعي نتمكن أن نتبين مدى عدم الاستقرار précarité التي يعيشها الفقراء في كافة المجالات مقارنة بغيرهم من الفئات الاجتماعية.

1ْ. المستوى الاجتماعي الاقتصادي للأسر في مدن الفيحاء.

إن أهم مؤشر للتمايز الاجتماعي/ الاقتصادي هو مستوى الدخل.

رسم بياني رقم 10 : مستويات الدخل

1ْ. الخيارات في أولويات العيش ضمن مجتمع استهلاكي

إن الملاحظة الميدانية لمدن الفيحاء عموماً وخصوصاً لطرابلس والميناء يلاحظ مدى انتشار محلات السلع الاستهلاكية الشعبية التي تدخل حتى الفئات الفقيرة في دوامة الاستهلاك، ودوامة صعوبة تحديد أولوياتها في العيش. فالفقير لم يعد هو المستهلك السئ كما كان يصنف، لقد بات مستهلكاً مع قدرة شرائية بسيطة حتى لحاجات لم تكن يوماً في السابق من أولوياته.

إن مسألة التفاضل بأهمية الاشياء في مجتمع باتت الحدود فيه مفتوحة على مغريات كثيرة هو من الأمور التي من الصعب ضبطها. لهذا نجد في احيان كثيرة التفاضل بأشياء في الحياه تخرج عن قياس المنطق. إن هذا الواقع يزيد من احساس الفقير بفقره، ويزيد من التناظر الاجتماعي بين الطبقات، قد تترجم أحياناً بردات عنفيه مجتمعية تجاه الآخر.

الفقر

أ. قياس الفقر: مسألة نسبية

لم يعد مفهوم الفقر مرادفاً لمعنى الحرمان من وسائل العيش التي تؤمن فقط إمكانية البقاء. لقد بات يستعمل أيضاً في التعبير عن الحرمان من الوسائل التي تؤمن ما يوصف اليوم بنوعية العيش. إن هذا القياس هو الذي سيتم الارتكاز عليه لقياس واقع الفقر في مدن الفيحاء، وذلك في كافة مجالات العيش الاجتماعي الاقتصادي.

‌ب. فقراء الفيحاء والمجتمع الاستهلاكي.

لو نظرنا لواقع مناطق الفقر والمناطق المصنفة بالشعبية جغرافياً في مدن الفيحاء لوجدنا أن فيها تنامي واضح لتجارة السلع الاستهلاكية الرخيصة نسبياً، المصنعة والمستوردة من الصين، الهند، تايوان… هذا طبعاً إضافة لتنامي تجارة البيع المفرق للبضاعة “البالة” stokes الجديدة والمستعملة، ولمحلات “البالة” المنزوعة “لماركة” تصنيعها dégriffés.

إن تنامي هذا النوع من التجارة في مدننا هو مؤشر أساسي أيضاً لنوعية السكان الاجتماعية/ الاقتصادية التي تتزايد، كما بينا، بشكل لافت في طرابلس والميناء.  وهي مؤشر واضح أيضاً لدخول هذه الفئات الاجتماعية الفقيرة ومحدودة الدخل لعالم الاستهلاك الذي يميز مجتمعاتنا الحالية.

إن إشارتنا لهذه المسألة هدفها أن نبين أيضاً مجال الاغراءات السلعية التي باتت متاحة اليوم حتى للفئات الفقيرة في المجتمع. وهذا الأمر يزيد طبعاً من الحاجات ويدخل حتى هذه الفئة الاجتماعية حقل الاستهلاك بكافة ابعاده، فيزيد من حاجاتها ويزيد من عرضه لمغريات سلعية يمكنها أن تحلم بإقتنائها.

إن الاشارة لهذا الواقع هو بهدف أن نبين التالي:

تحسن واقع الفقراء المعيشي بالنسبة لعلاقتهم بالعالم المادي المنتج والمصنع، وهو أمر يمكن ملاحظته من خلال التحسن النسبي لمظهر ودلالات الفقر المادية في مدن الفيحاء

زيادة إدخالهم في حلقة الاستهلاك، وبالتالي زيادة حاجاتهم وزيادة احساسهم بمحدودية امكاناتهم.

مجالات العيش الاجتماعي/ الاقتصادي في جغرافية المدينة

إن المتتبع لتاريخ مدن الفيحاء عموماً ولتاريخ طرابلس خصوصاً يتبين كيفية الفرز المجالي لهذه المدن المركزية التكوين في أساس بنائها. هذا الفرز التدريخي الذي جاء بشكل غير مبرمج، يتجلى عبر تغير في الوجه الاقتصادي والسكني من المنطقة لمنطقة أخرى.

1ْ. البطالة والبطالة المقنعة

لا  بد، وقبل الحديث عن موضوع البطالة والبطالة المقنعة، من أن نعود قليلاًً لموضوع الاحصاء في مجتمعنا.

للأسف الشديد لا توجد، كما أشرنا، احصاءات دقيقة يمكن الارتكاز عليها فعلياً في عرض الدراسات، وهو أمر يظهر بوضوح في جدول مؤشر البطالة الصادر عن إدارة الاحصاء المركزي، وزارة الشؤون الاجتماعية، الدراسة الوطنية للأحوال المعيشية للأسر للعام 2004-  2005(أنظر اتحاد بلديات الفيحاء، مركز رصد البيئة والتنمية .- طرابلس –لبنان- شباط 2008) خصوصاً وأن مؤشر النمو في محافظة الشمال هو أقل نسبه على مستوى المحافظات اللبنانية)

المحافظة

1997

2001

2004

بيروت

7.7

14.4

10

ضواحي بيروت

8.2

12.8

8.5

جبل لبنان ما عدا الضواحي

7.1

10.7

لبنان الشمالي

10.3

9.5

5

لبنان الجنوبي

8.4

8

8.5

النبطية

8.7

11.2

9.6

البقاع

10

12.9

5.5

مجموع لبنان

8.6

11.5

7.9

جدول 5 البطالة في الشمال

لا بد من التوقف قليلاً في قراءتنا لموضوع البطالة في مجتمع مدن الفيحاء مع مسألة واقع المرأة وواقع عملها في هذا المجتمع.

في موضوع الفقر في مدن الفيحاء

إن مقاربة الفقر في مدن الفيحاء تحتاج إلى قياسات مرتكزة على المسائل التالية:

-الامكانيات

– القدرات المالية

– المعرفة

– الفرص.

ولتغيير الواقع الحالي في مدن الفيحاء من المفيد أن تتوفر شروط موضوعية يتم العمل لتحقيقها من قبل قيادات وفاعلين، وتتوفر لها حالة امنية مناسبة.

ان الفقر ليس له هوية، فهو منتشر في جميع الأماكن، غير ان الفقر هو اقل وطاة على ابن الريف منه على ابن المدينة، بسبب المتطلبات الحياتية المختلفة.

لمكافحة الفقر في مدن الفيحاء، من المفيد  اتباع خطة تنموية مناطقية تتخطى حدود تلك المدن لتطال محيطها الريفي.

من المفيد اللجوء الى وسائل للضغط على الدولة لاجبارها على القيام بمشاريع في طرابلس من أجل ايجاد فرص عمل فيها. ومهم مطالبة القطاع الخاص في المدينة القيام بتدابير للمساهمة في حل مشكلة الفقر.

هناك الكثير من المشاريع التي تقام من قبل جهات عدة. لم يتم بعد الاعداد لخطة تنمية محددة، لامركزية، من الوزارات المعنية. مما يسبب تضارباً في الخطط الحالية، ومما يسبب أيضاً هدراً بالمال.

إن غالبية أبناء طرابلس هم مستعدون للقيام بمشاريع واستثمارات خارج طرابلس، ولا يحاولون تنمية مدينتهم.

ان القطاع الخاص مهمل وغير عامل في مدينة طرابلس خاصة من ناحية المتمولين واصحاب المصانع الذين أغلقوا مصانعهم وتوجهوا الى مدن أخرى.

إن للنظام المركزي في لبنان دور في تردي مدن الأطراف.

إن مشروع الخطة الاستراتيجية تعالج اليوم آثار الفقر وليس أسبابه.

مشكلة انجاب الكثير من الأطفال ضمن الأسر الفقيرة بالرغم من معاناتهم للفقر.

إن الفقر هو فقر العقل والفكر. وللأسف هناك عجز لدى المسؤولين في اختراق هذه الحواجز

إن طرابلس قد فقدت تنافسيتها لاستقطاب مشاريع تساهم في تنميتها إقتصادياً. مؤكدا ان لدي هذه المدينة خزان كبير من عمال، كما ولديها طبقة مثقفة من كل المستويات، لكن كل هذه الطاقات لا يتم استثمارها حاليا.

هناك احتكار للاستثمار في طرابلس ضمن قطاع تنموي معين وهو البناء الذي يفوق حالياً الاستثمار فيه كافة الاستثمارات في القطاعات التنموية الاخرى في طرابلس.

هناك مشكلة أمن. والمدينة فقدت تنافسيتها. لو ان الدولة موجودة كما ينبغي لما كان هناك مشكلة امنية ولما فقدت طرابلس دورها أو مكانتها.

هناك ذوبان للطبقات الوسطى في المدينة.

هناك جمعيات حالية في المدينة تقوم بالحماية والرعاية التي يجب أن تقوم بها الدولة.

إن اهالي مدينة طرابلس هم من يعاقبونها وإن السياسيين فيها هم من يستغلون الفقر بطريقة سيئة لأنهم يستفيدون من تفقير الشعب لاخضاعه. فلقد تم زرع ثقافة الفقر من قبل بعض السياسيين في المناطق الفقيرة في المدينة. فالفقراء اليوم  يعتاشون من قبل الاعانات التي تنهال عليهم خلال  المناسبات السياسية.

هناك غياب لدور النقابات التي كانت تقود الحركات التغييرية في المناطق.

إن طرابلس غير مضيافة للاستثمار الاقتصادي بسبب الصورة الشائعة عنها. فصورة المدينة السيئة في محيطها على انها بلاد الارهاب والفئات المسلحة وعدم الانضباط، هي التي تهرب الاستثمار.

إن التنمية في مدن الفيحاء ربما لا تكون اليوم في إنشاء المصانع

إن القطاع السياحي غير مستغل كما يجب في طرابلس

إن غرفة التجارة لديها مشروع خطة أولية. وهي ممثلة للقطاع الخاص الذي لديه دور مكمل للقطاع العام وهو بحاجة لتشجيع. إن هذه الخطة  تخضع للقرار السياسي والسلطة السياسية المركزية. المعاناة تأتي في مسألة التنمية  من عدم اقرار اللامركزية التي هي الحاجة الضرورية والحيوية لتنمية طرابلس ولتنمية كافة الضواحي المحيطة بها.

في الهجرة الداخلية والخارجية

في الهجرة الريفية

–  من الملاحظ،  ومن خلال الاحصاءات، أن الهجرة الى المدينة، في مدن الفيحاء، تاتي من مناطق أكثر تهميشا وصعوبة على المستوى الاجتماعي: كالمنية والضنية وعكار. وتراكم هذه الهجرة المزيد من الصعوبات في المدينة، إذ:

  1. لا يأتي اناس يعيشون بمستوى اجتماعي مقبول بل يأتون بالمزيد من الفقر نظرا لوضعهم الاجتماعي
  2. ان ثقافة هذه الفئات مختلفة عن ثقافة اهالي طرابلس أي أنهم ينتشرون في المدينة بشكل عشوائي مشابه للنمط الذي اعتادوا عليه في قراهم كما أن قمعهم يؤدي الى مشاكل عدة.
  3. إن مشكلة الهجرة الريفية لطرابلس يمكن لها شقين، الأول متعلق بالفقر، أما الثاني فثقافي.

إن مدينة طرابلس غير قادرة على استيعاب الهجرة وتقديم البيئة الملائمة لاستقطاب الاستثمارات المنتجة. كما ان سلوك القادم للمدينة نابع من عدم امكانية المدينة تقديم سلوك راق.

هناك محدودية قدرات مهنية للكثير من الريفيين المهاجرين إلى طرابلس. هناك تجمعات سكنية ريفية في المدينة أبناؤها هم من خارج طرابلس. وهم يعملون كسائقي تاكسي وكبائعي قهوة متجولين. وهؤلاء  ليس عليهم واجبات ولا ضرائب متوجبة يدفعونها في المدينة.

إن الهجرة الداخلية نحو المدينة هي مرتبطة بصورة ذهنية معينة للمدينة. ان العديد من الأشخاص يعتبرون ان الانتقال الى المدينة سيحل مشاكلهم وسيشكل نقلة نوعية بالنسبة لمستواهم المعيشي.  فيجدون، عند الانتقال، أن الواقع مختلف وهذا ما يزيد من حدة الأزمة.

أن فكرة نزوح ابناء الريف الى المدينة هي أمر طبيعي ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في غياب دور المدينة وغياب قدرة استيعابها للنازحين وعدم إمكان هذه الأخيرة في ايجاد فرص العمل لهؤلاء النازحين.

المسكلة الأساسية في الهجرة الريفية أنه يقابلها هجرة الكفاءات الى خارج المدينة.

تم التساؤل عن دراسة مقارنة للهجرية الريفية بين بيروت وطرابلس، سيما وأن العاصمة أيضاً قد نمت وإزدهرت بسبب هذه الحجرة وبسبب دورها التنموي فيها.

إن ما يجب مناقشته يمكن تلخيصه بالسؤال التالي: كيف يمكن الحصول على تنمية مدينية بالحد الدنى مع غياب دولة ليس لديها رؤيا تنموية بالكامل.

الواقع التربوي في مدن الفيحاء

من الطبيعي أن تتفاوت المدارس في مدن الفيحاء بمستوياتها، بأنواعها، بمواقعها، بأهميتها. لن ندخل هنا بمقاربة لواقع النظام التربوي في مدن الفيحاء إلا من خلال علاقته التفاعلية مع الواقع الاجتماعي.

1ْ. طبقية التعليم في مدن الفيحاء

عندما نتحدث عن تمايزات اقتصادية كبيرة في المجتمع المديني ضمن مدن الفيحاء، من الطبيعي أن نتحدث عن تمايزات طبقية اجتماعية في كافة النشاطات والمجالات الحياتية المعاشة.

2ْ. بين زحمة الشعارات والواقع

إن الشعارات التي رفعت عالمياً ومحلياً كـ:” التعليم للجميع”، “بالتربية نبني” “مجانية التعليم” وغيرها كثر لا يمكن تطبيقها إلا من خلال بذل جهد تعليمي مضاعف للفئات التي لا تستطع أن تعطي أولادها، بالموروث الثقافي، المثال والانموذج في حقل التعليم.

رسم بياني رقم 13 الأمية في الشمال (المصدر: تقرير المرصد 2008)

نجد، عند ملاحظة الواقع، أن الجهد في تنمية المدرسة والتعليم فيها بكافة الأساليب والوسائل ما زال يبذلت للفئات التي لديها إمكانيات تخولها الانتقاء والخيار بين الأفضل لأبنائها.

الكل يعرف دور المدرسة الرسمية في نشر التعليم خصوصاً بين الفئات الاجتماعية ذات الدخل المحدود وبين الفئات الفقيرة. هناك أمور كثيرة لم تعيد بعد لهذه المدرسة دورها الريادي الذي وصلت إليه قبل الحرب الأهلية. لن نناقش هنا هذا الموضوع، ما يهمنا منه هو في واقع انعكاسه على الفئة التي تحتاج واقعياً لمجهود أكبر من غيرها في التعليم.

3ْ. الأمية والأمية المقنعة

لا شك أن واقع انتشار الامية في مجتمعاتنا عموماً، كما في مدن الفيحاء، هو في تراجع، لكن الذي لا شك فيه أيضاً أن هناك ما يمكن تسميته بالأمية المقنعة التي تزداد مع تزايد مشكلات التمايز الاجتماعي في المستوى التعليمي.

لا بد من الاشارة أنه حتى الآن:

لم تطبق إلزامية التعليم حتى للمرحلة الابتدائية بالرغم من إقرارها بالدستور.

إن نسب تسجيل الأولاد ترتفع أو تنخفض في كل سنة مدرسية وفق تبني أو عدم تبني احدى الجهات المحلية أو الاقليمية دفع القيمة التسجيلية لأبناء المدارس الرسمية.

إن عدم الاستقرار précarité الذي تعيشه الفئات الفقيرة في كافة مجالات حياتها، يبدأ أطفالهم يالتعود عليه ثقافياً ونفسياً وواقعياً منذ دخولهم المدرسة (التسجيل وفق إمكانيات الأهل). إن حالة عدم الاستقرار هذه هي التي تتجسد بشكل كبير في واقع مسارهم التعليمي

إن نسب التسرب وعمالة الأطفال هي الأكبر في مدن الفيحاء والشمال على مستوى لبنان  في الفئتين العمريتين: 10 ـ 12، و14 ـ 17

4ْ. الروضة وحلقات التعليم الابتدائي: أهميتها في التكوين الثقافي المعرفي للطفل

إن الرسم البياني رقم 20 يتبين أن الروضات لم تعط بعد حقها بالأهمية ولم يثمن بعد دورها التأسيسي للطفل في مجتمعاتنا بالرغم من أن التعليم فيها يجب أن يكون هو أيضاً، كما التعليم الابتدائي، إلزامياً، خصوصاً في البيئات الاجتماعية التي لا تستطيع تأمين البديل التربوي التأسيسي الثعليمي لأولادها.

لقد بينت دراسة ميدانية لرياض الأطفال في طرابلس[7] أن طلاب الصف الأول في المدارس الابتدائية، ممن اتيح لهم إتمام مرحلة الروضات، هم أكثر تكيفاً في النظام التعليمي في الصف الأول من أقرانهم الذين دخلوا مباشرة المدرسة في مرحلة هذا الصف.

5ْ. التسرب المدرسي: مراحله

في مرحلة التعليم الابتدائي: الصف الرابع هو الصف الذي يحدث فيه أكبر نسبة من التسرب المدرسي في البيئات الشعبية والفقيرة.

بالرغم من قيام العديد من الجمعيات الأهلية بدورات للمساندة المدرسية إلا أن هذه المشكلة ما زالت متفاقمة.

5ْ.      السبب الأكاديمي: تتوقف في هذه المرحلة حالة الترفيع الميسر للأولاد.

6ْ.      السبب الاجتماعي: لا يستطيع الأهل، بإمكانياتهم الثقافية، ًمساندة اطفالهم

7ْ.      السبب الاقتصادي: محدودية قدرة الأهل اقتصادياً في تحمل تكرار رسوب الطفل.

8ْ.      السبب النفسي: بداية دخول الطفل في التطلع للنماذج المثال حوله التي يتوافق حالها الثقافي مع تشجيعه “غير المباشر” على التسرب.

.      في مرحلة التعليم التكميلي: يتم التسرب في هذه المرحلة في الصف السابع أساسي بسبب عمر المراهقة وعدم قدرة الأهل تحمل تبعاته، كما وبسبب الواقع الاقتصادي خصوصاً عند السباب.

10ْ.  في مرحلة التعليم الثانوي: يتم التسرب في هذه المرحلة في الصف الأول ثانوي بسبب تفاوت قدرات التلاميذ. فيتسرب كل من لا تستطيع بيئته أو مشاكله الاجتماعية أو حتى قدراته في تكمله دراسته الثانوية. في هذه المرحلة ، قسم كبير ممن يتسرب من التعليم الاكاديمي، يدخل في المدارس والمعاهد التقنية.

11ْ. النوع والتمايز في التعليم

الولد والبنت في مرحلة تعليم الروضات والابتدائي: الأفضلية لتعليم الذكور في الأسر الشعبية والفقيرة.

الولد واسباب تسربه: غالباً ما يتسرب لعدم قدراته أو لمستواه الأكاديمي الذي لا يخوله متابعة المسار التعليمي الأكاديمي. أو بسبب حاجه الأهل لإدخاله في سوق العمل

الفتاة وأسباب تسربها: غالباً ما تتسرب لعدم قدراتها التعليمية أو للزواج.

تأنيث التعليم: إن الثقافة المحلية في المناطق الشعبية تفضل ترك الفتاة في حقل التعليم لأنه يمكن تقبل عملها إجتماعياً خصوصاً في الفئات الشعبية والفقيرة إلا في مواقع وظائف معينة غالبها يؤمن من خلال التعليم.

التعليم المهني وأهميته في مجتمع فتي

لم يأخذ التدريس المهني حقه بعد في هيكلية التعليم العام بالرغم من أهميته المفترضه بالنسبة للفئات الشعبية أو الفقيرة، أو للفئات التي لا تخولها إمكانياتها الفكرية من تكملة التعليم الأكاديمي.

ما زال هناك الكثير من الشبان الذين يتسربون من المدارس ليتعلموا الصنعة وفق النمط التقليدي للحرفة، أي مباشرة مع معلم الصنعة. بالرغم من هذا الواقع ما زلنا نشهد تنامياً كبيراً للمعاهد المهنية بمختلف مستوياتها إبتداءًا من الكفاءة المهنية، التكميلية المهنية، البكالوريا الفنية، الامتياز الفني، والمعاهد الجامعية الفنية. إن أهمية هذه المعاهد أنها تتيح بالمفترض فرص العمل المبكر للشبان والفتيات. وسيتم قريباً فتح معهدين تقنيين جديدين ومعهد ال CNAM (المركز الوطني للفنون والحرف).

المعهد

المنطقة

حرب للتجميل

الحدادين

التدريب المهني

النوري

الليسة المهنية للعلوم

النوري

معهد المنارة التقني

ش. لطيفة

معهد أركاتك

التل

المركز الحديث للتقنية والمعلوماتية

التل

المدرسة السويسرية اللبنانية

التل

معهد الشمال التقني

التل

معهد النورتون التقني

بساتين طرابلس

مركز الفيحاء العلمي

زيتون طرابلس

الرشيد النموذجية

التل

العناية الأهلية

ابو سمراء

روضة الزيتون

أبو سمراء

التأهيل المهني

زيتون طرابلس

معهد صراف

التل

معهد الجنان

ابو سمراء

معاهد الفوال التقنية

النوري

المركز اللبناني للعلوم والكمبيوتر

بساتين طرابلس

مهنية طرابلس ( رسمية )

القبة

مار الياس التقنية

الميناء

جدول 6:  المعاهد في مدن الفيحاء

أهمية طرابلس كمركز تعليمي

لقد خسرت طرابلس الكثير من مدراسها الخاصة التي انتقلت إلى الضواحي بسبب الاضطرابات الأمنية التي عاشتها المنطقة. إن هذا الواقع هو الذي تسبب بامتداد الكثير من المدارس الخاصة في المدينة التي حافظت على موقعها فيها.

بالرغم من أهمية المدارس الحالية في مدن الفيحاء وأهمية نتائجها التربوية على مستوى لبنان، إلا أن خسارة التنوع في أساليب التعليم هي خسارة توازي خسارة التنوع السكاني المناطقي الذي كانت تنعم به طرابلس ومدن الفيحاء قبل الحرب الأهلية. هذا التنوع الذي  كان يكسبها جذب الكثير من تنوع محيطها.

جبل النفايات

أما على صعيد البنية التحتية للمدينة:

–       في البناء و العمران:

–       يمتد المجال العمراني التابع لمدن الفيحاء على مساحة 30 كلم2، و يبلغ العدد الإجمالي للسكان حوالي 230 و ثلاثون ألف نسمة مع كثافة سكانية تقارب ال12 ألف نسمة في الكيلومتر المربع. يمتد النسيج المدني وفقا لمحورين: محور من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي يربط مدينة طرابلس بالميناء، و محور آخر من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي و يربط المدخل الجنوبي لمدن الفيحاء بالمدخل الشمالي.

–       يتواجد هذا النسيج المدني في معظمه في سهل طرابلس الساحلي المثلث الشكل. و يمتد فوق التلال الشرقية من جهتي نهر أبو علي ليشكل من جهة الجنوب حي أبي سمراء و من جهة الشمال حي القبة. أما نهر أبو علي فيخترق مدينة طرابلس من الجنوب إلى الشمال مرورا بالأحياء القديمة.

–       يتكون النسيج المديني من أحياء تعود إلى حقبات مختلفة لعل أهمها هي تلك تكون النواة التاريخية لمدينة طرابلس على جانبي النهر و هي تعود إلى العصور المملوكية و العثمانية و حقية الإنتداب الفرنسي.

–       أما البساتين، فقد كانت تشكل الجزأ الأكبر من مساحة المدن الفيحاء حتى نهاية القرن العشرين. و لقد بدأت تتراجع تلك المساحات الخضراء شيئا فشيئا منذ نهاية الحرب الأهلية ، بفعل الإستمداد العمراني و بسبب مشاريع الضم و الفرز و النمو السكاني. و يشكل مشروع الضم و الفرزفي الشقي الغربي المشروع الأبرز في مدن الإتحاد و الذي كان الهدف منه بناء طريق سريع يربط العاصمة بشمال لبنان مرورا بمحاذاة معرض رشيد كرامي الدولي.

–       و بسبب الحرب الأهلية تم بناء الجزء الجنوبي فقط من هذا الطريق السريع و يتم الآن إعداد دراسة ضم و فرز لمنطقة السقي الشمالي بهدف
إكمال هذا المشروع. و يشكل هذا الطريق السريع اليوم عائقا مهما داخل النسيج المديني كونه يقطع التواصل بين ضفتيه، عازلا بشكل كبير الأحياء الساحلية الجديدة عن الأحياء الداخلية.

–       و يجب الإشارة أخيرا إلى الجزر الصغيرة المنتشرة قرابة الشاطىء و التي حول البعض منها إلى محميات طبيعية.

–       الإمتداد العمراني

تاريخيا بدأ الإكتداد العمراني عند نهاية القرن التاسع عشر بين مدينتي طرابلس و الميناء. في بداية المنتصف الثاني من القرن العشرين أخذ هذا الإمتداد يتجه شمالا و جنوبا و شرقا متغذيا من هجرة العائلات الريفية إلى طرابلس أو من صعود بعض العائلات إلى تلة أبي سمراء للإصطياف و من ثم تحول هذه التلة إلى أحد الأحياء الطرابلسية.

و في نهاية القرن العشرين بدأت المدينة بالإمتداد بإتجاه منطقة السقي الغربي و زيتون أبي سمراء مستفيدة من مشاريع الضم و الفرز التي وضعت بتصرف متعهدي البناء مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للبناء دون أي خطة إسكانية و إقتصادية رسمية واضحة.

و من المنظر أن تتحول منطقة السقي الشمالي بدورها إلى أراضي صالحة للبناء في السنوات القليلة المقبلة بعد إتمام مشروع الضم و الفرز الذي يعد لها.

–       الحيز العام و المساحات الخضراء:

–       عندما يصل الزائر إلى طرابلس آتيا من بيروت ، يسجل فرقا كبيرا بين المدينتين لصالح الأولى من حيث ترتيب الشوارع و عرضها و تزيينها بالأشجار و الوسطيات الخضراء ، بالإضافة إلى الساحات المخططة و غيرها.

–       و لكن هناك من إشكالات و عوائق كثيرة يعرفها الحيز العام في المدن الفيحاء و هي بذلك لا تختلف كثيرا عن باقي المدن اللبنانية. يمكن تلخيص تلك الإشكالات و العوائق بالنقاط التالية:

–       غياب خطة سير للمشاة تمكنهم من الإنتقال بأمان و سهولة من حي إلى آخر دون عوائق. طبعا يمكن الإشارة في هذا الصدد إلى إنعدام ثقافة الحيز العام عند اللبنانيين و عدم إنتظارهم توقف السيارات عند الإشارة لعبور الطريق. إلا أن المشكلة تكمن أيضا في التخطيط فالأرصفة ليست متواصلة فيما بينها و ذلك يسبب غيابها في بعض الأحيان أمام مبنى قديم، أو ضيق عرضها. أو محتلة من قبل السيارات المتوقفة أو من قبل المحلات التجارية و البسطات. كما أن عبور الشارع للإنتقال من رصيف إلى آخر غير منظم بواسطة إشارات ضوئية أو علامات على الطريق. و المثل الأفضل الذي يمكن عرضه هو عدم قدرة الوالدة جر عربة طفلها بأمان و سهولة على الطرقات عندما تخرج من منزلها للتبضع أو التنزه.

–       إنتشار ظاهرة إشغال الحيز العام و الأملاك العامة بطريقة غير شرعية منذ عقود و إزدياد ذلك مع الوقت دون أية تدابير رادعة من قبل السلطات المعنية. و يبدو ذلك واضحا ز جليا في الأحياء القديمة، لا سيما على كورنيش نهر أبو علي.

–       غياب تنظيم جدي للحيز العام داخل الأحياء الفقيرة لا سيما في منطقة التبانة.

–       عدم وجود حملات توعية تحفز السكان على حسن إستعمال الحيز العام و المحافظة على النظافة و الأثاث المدني.

–       المساحات الخضراء:

–       حتى وقت غير بعيد ، لم تعرف طرابلس إلا حديقة المنشية في منطقة التل و التي يعود إنشاءها إلى أواخر العصر العثماني .

و اليوم تعمل البلدية على إنشاء و أنشأت حدائق عديدة و ذلك بسبب قلة الحدائق بالنسبة لمساحة المدينة و من هذه الحدائق: الوفاء، عزام شهال، الملك فهد، البيئة، المنار، طينال، شارع الأرز و غيرها. و هذا سيضاعف المساحات الخضراء في المدينة.

جمعية كشافة لبنان

المجتمع الأهلي:

–       فيما عدا العاصمة بيروت تتميز مدن الفيحاء عن غيرها من المدن و البلديات اللبنانية في كثير من الأمور. و هذا يفترض و هذا يفترض أن تعطيها دفع قوي في مجال تدعيم دورها المناطقي و تطوير و تحديث المجتمع المحلي في إطار التنمية و الديمقراطية.

–       من هذه الأمور:

–       الصحافة المحلية بوجود ما يقارب حوالي الخمس عشرة صحيفة محلية تصدر أسبوعيا من بينها أربع أو خمسة هي الأكثر قراءة. يساعد ذلك في إبقاء المواطنين بشكل منتظم في صورة الأخبار المحلية المختلفة و بتكوين رأي عام محلي. كما تشكل صفحات تلك الصحف مساحة الحوار و النقاش و السجلات المختلفة، مساحة تساهم فيها جهات عديدة ليس أقلها رؤساء و بعض أعضاء المجالس البلدية.

–       نقابات المهن الحرة بوجود فروع ثانية لنقابات المهن الحرة ( المهندسين، الأطباء، المحامين)

في طرابلس تساهم في جعل المدينة قبلة في محيطها المناطقي. كما يساهم وجود تلك النقابات بتفيل و تطوير الكثير من القطاعات المهنية و الإجتماعية و إقامة المؤتمرات العلمية.

–       الجامعات بوجود فروع لمعظم كليات الجامعة اللبنانية و لبعض الجامعات الخاصة. تلعب بعض تلك الكليات أو الجامعات دورا هاما في المجتمع المحلي. فهي تشكل أولا مرجعا علميا في الكثير من المجالات ، و تساهم في إنتاج الدراسات و الأبحاث المتعلقة بالإشكاليات الرئيسية المحلية. كما أن البعض منها، و بالتعاون مع البلديات ، يساهم بمشاريع إنمائية أو إجتماعية أو تجميلية.

–       الجمعيات الأهلية و اللجان و الهيئات و المؤسسات الخاصة العاملة في مدن الفيحاء عدة مئات. قسم قليل منها ينشط ميدانيا في الأحياء الحساسة المباشرة مع السكان أو من خلال المستوصفات أو مراكز إجتماعية ثابتة. تستفيد تلك الجمعيات الناشطة من المساعدات أو برامج إنمائية تمولها هيئات و مؤسسات دولية أو جهات سياسية محلية و غير محلية نافذة. إلا أن القليل منها يلعب دورا فاعلا في الحياة اليومية، و غالبا ما تكون تلك الجمعيات الفاعلة تابعة لجهات سياسية.

–       المراجع و المؤسسات الدينية، تحتل المراجع الدينية حيزا هاما في الحياة اليومية لمدن الفيحاء، لا سيما الإسلامية منها. و هي تنشط في الحياة العامة من خلال المؤسسات أو الجمعيات، كمديرية الأوقاف مثلا التي تملك الكثير من الأملاك المبنية و غير المبنية. كما لدار الإفتاء إحتراما واضحا لدى  المواطنين لما للمفتي من موقع و دور مرجعي و توفيقي بين أبناء الطائفة الواحدة و بين الطائفة الإسلامية و الطوائف الأخرى. من جهة أخرى تتعدد الجمعيات و الأحزاب ذات الطابع الإسلامي، بعضها فاعل في العديد من أحياء مدن الفيحاء ، دينيا أو سياسيا أو أمنيا أو حتى في المجالات الثلاثة كافة.

–       الأحزاب السياسية

تراجع دور الأحزاب كثيرا منذ قبل نهاية الحرب الأهلية لصالح عدة شخصيات سياسية طرابلسية. و الجدير ذكره هنا هو أنه و بإستثناء حزب البعث العربي الإشتراكي و حركة التوحيد الإسلامي ، لم يكن للأحزاب اللبنانية الأخرى يوما إمتدادا جماهيريا واسعا. أما اليوم فهناك تواجد حزبي مسلح تتفاوت أهميته و حجمه و ذلك في ثلاثة أحياء في طرابلس هم بعل محسن و أبي سمراء و الجميزات. كما أن هناك مجموعات مسلحة غير منتظمة في منطقة التبانة تخوض من حين إلى حين معارك عسكرية محدودة مع مسلحي الحزب المتواجد في بعل محسن. يجدر الإشارة أيضا إلى مجموعات بدوية أو مهجرة متواجدة في بعض أحياء مدينة البداوي ينتمي إليها عناصر تقوم بأعمال مخلة بالنظام العام و هذا يشكل إشكالية للسلطة المحلية. أخيرا و في البداوي دائما ، يقوم مخيم للفلسطينيين يضم ما يقارب السبعة عشر ألف لاجئا، و يضم العديد من الأحزاب و الحركات الفلسطينية. كجميع المخيمات الفلسطينية في لبنان، لا يخضع هذا المخيم للسلطة اللبنانية، كما يساهم الواقع الإجتماعي المأساوي في داخله في تردي الأوضاع الإجتماعية في محيطه العمراني.

المؤسسات الدولية

تلعب بعض المؤسسات الدولية دورا هاما في بعض القطاعات المحلية. فهي تمول مشاريع إنمائية إقترحتها هي و وافقت عليها الحكومة اللبنانية أو السلطة المحلية. و هي تشرف على إعدادها و تنفيذها وفقا لدفتر شروط يعتمد معايير دولية في أكثر الأحيان. و تقوم وفود تمثل تلك المؤسسات بزيارات ميدانية للتأكد من حسن سير الأمور و للضغط أحيانا لتسريع العمل و معالجة الإشكالات الطارئة. من أهم تلك المؤسسات : البنك الدولي، الوكالة الفرنسية للتنمية و وكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة.

–       القطاع الصناعي

لا يعتبر هذا القطاع فاعلا في إتحاد بلديات الفيحاء. لا بل هو قد تراجع كثيرا مما كان عليه قبل الحرب الأهلية. و لقد توقفت المنشآت الصناعية الثقيلة عن العمل و لم يعد هناك إلا نشاطات صناعية خفيفة و متوسطة. هذا مثلا حال مصفاة النفط في البداوي التي كانت تؤمن ، مباشرة أو غير مباشرة المئات من فرص العمل، و كانت تستقبل النفط العراقي الذي كان يعد لتصديره عبر مرفأ طرابلس. و إذا ما وضعنا جانبا الأسباب الإقليمية التي أدت إلى توقف وصول النفط، فإن المنشأة نفسها أصبحت قديمة و بحاجة إلى تحديث و تجديد. نضيف إلى ذلك توقف معظم المنشآت الصناعية التي كانت تعمل في منطقة البحصاص ما ساهم في تدهور المشهد المديني في تلك المنطقة.

بالنسبة إلى النشاطات الصناعية الأخرى، فهي متعددة و مختلفة و أهمها: بيع و صيانة المركبات، صنع المفروشات و صنع المواد الغذائية. شهدت تلك النشاطات تراجعا ملحوظا في عدد منشآتها في طرابلس. فبينما كانت تبلغ 3095 منشأة عام 1996، تراجعت عام 2004 إلى 2377 أي بفارق أكثر من 700 منشأة من جهة أخرى، لحظ المخطط التوجيهي العام لمدن الفيحاء الذي أقر عام 1971، عدة مناطق صناعية و لقد إصطفت جميعها بموازاة الشاطىء البحري بين المرفأ و مدينة البداوي، بالإضافة إلى منطقة البحصاص الخارجة إداريا عن نطاق مدن الفيحاء.

القطاع التربوي

يجمع الكثير من المختصين و المعنيين على أن دور طرابلس كمركز تربوي قد سجل تراجعا ملحوظا في العقدين الماضيين. الأسباب المباشرة غير واضحة نظرا لغياب الدراسات في هذا المجال.

القطاع الصحي

وفقا للموقع الإلكتروني لنقابة أصحاب المستشفيات الخاصة في لبنان، هناك عشر مستشفيات عاملة في طرابلس غالبيتها تؤمن الإقامة القصيرة. يضاف إلى ذلك مستشفيين حكوميين هما الأورانج ناسو و مستشفى طرابلس الحكومي.

القطاع الرياضي

يبلغ عدد المنشآت الرياضية العامة في مدن الفيحاء إثنتين هما الملعب البلدي و الملعب الأولمبي، و يقتصر الدخول إليهما على الفرق الرياضية و للجمهور الراغب بحضور المباراة الرياضية. و في موازاة ذلك، تعمل البلديات على إنشاء ملاعب رياضية صغيرة لعامة الناس بعضها ضمن الحدائق العامة. أما المدارس الرسمية فغالبيتها تفتقر إلى التجهيزات الرياضية ذات المعايير المقبولة . على صعيد القطاع الخاص ، هناك نوادي و قاعات رياضية أهمها مركز الصفدي و القاعة الرياضية التي لم تجهز بغد.

القطاع الثقافي

تفتقر مدن الفيحاء إلى النشاطات الثقافية ذات الطابع الوطني أو الدولي. و هي ضعيفة على الصعيد المحلي بعد أن كانت ناشطة أكثر في العقود الماضية بالرغم من ظهور كورال الفيحاء مؤخرا و وجود فرقة للدراويش.

أما على صعيد التجهيزات الثقافية ، تضم مدن الفيحاء مركزا ثقافيا بلديا في طرابلس و يجري العمل الآن على يناء مركزا آخر ضمن المبنى البلدي الجديد في الميناء.

أما في القطاع الخاص فهناك عدة مراكز أهمها مركز الصفدي الثقافي، مركز الرابطة الثقافية بيت الفن بالإضافة إلى المركز الثقافي الفرنسي.

القطاع السياحي

بالرغم من الأهمية الكبيرة للمواقع التراثية و الأثرية و الطبيعية العديدة في قضاء طرابلس و المناطق المحيطة، تشتكي الفعاليات الطرابلسية من إفتقار مدن الفيحاء إلى الحد الأدنى من التجهيزات السياحية . يظهر ذلك من خلال:

–       وجود فند واحد مؤهل لإستقبال السائح هو الكواليتي إن و يضم 112 غرفة و جناحا. و غالبا ما بتوجه السائح إلى الفنادق و المنجعات المتواجدة عند الضاحية الجنوبية لطرابلس عند تعذر الحجز في هذا الفندق.

–       غياب أي منتجع سياحي على شاطىء البحر.

–       الواقع المتواضع لمكتب السياحة التابع لوزارة السياحة، و عدم وجود مطبوعات سياحية ذات نوعية كدليل السائح أو الخرائط السياحية.

–       ندرة أو غياب التجهيزات الضرورية للسائح في الحيز العام كالمراحيض و نقاط الإستعلام و الإشارات التي تمكن السائح من معرفة وجهة سيره.

–       غياب سياسة سياحية فاعلة لإجتذاب السياح.

قطاع المياه

تشرب مدن الفيحاء اليوم من نبعي هاب و أبو حلقة و من 23 بئرا إرتوازيا تم حفرهم في مناطق مختلفة. إلا أن شبكة الشفة الموجودة لا تصل إلى جميع المناطق.

قطاع المياه المبتزلة و مياه الأمطار

يستعد مجلس الإنماء و الإعمار بإطلاق مشروع جديد لتأهيل شبكة المياه المبتزلة بقيمة 40 مليون دولار، و وصلها بمحطة تكرير، فالشبكة القديمة تخدم 70% من السكان فقط وفق المجلس ذاته.

بإنتظار أن يبدأ العمل بمحطة تكرير ، تصرف المياه المبتزلة اليوم عبر مجرى نهر أبو عليأو ترمى في البحر مباشرة.

قطاع الكهرباء

يعاني قطاع الكهرباء في لبنان من عجز هام في الإنتاج يقدر بأربعمئة ميغاواط. يترجم ذلك في تقنين كهرباء المشتركين، ما يدفع البعض هؤلاء للبحث عن طاقة بديلة للتعويض. يدير قطاع الكهرباء في الشمال شركة كهرباء قاديشا. و يتم تغذية هذه المنطقة بالكهرباء من محطة دير عمار لتوليد الطاقة. و يتم تغذية المشتركين بالكهرباء بواسطة شبكات هوائية منصوبة على أعمدة.

منذ عدة سنوات جهزت محطة دير عمار بتجهيزات جديدة لتعمل بواسطة الغاز بدل الفيول. إلا أنها لا تزال تعمل بالطرق القديمة بإنتظار وصول الغاز المصري بعد الإتفاق الذي أبرم بين الحكومتين المصرية و اللبنانية منذ فترة قصيرة. و لكن ذلك لن يوقف التقنين.

قطاع الهاتف

يدير قطاع الهاتف الثابت في لبنان شركة أوجيرو. عرف هذا القطاع تطورا كبيرا رافق إنتشار الهاتف الخليوي، و لقد تم تحديث معظم السنترالات و تأمين الهاتف لمعظم المناطق المأهولة. كما تم نشر غرف هاتف للعموم في شوارع الكثير من المدن و البلديات اللبنانية.  و تؤمن الشركة اليوم خدمات كثيرة منها الإتصالات الدولية المباشرة و خدمة الإنترنت.

في النهاية أود أن أقول ، أن طرابلس مدينة مهمة و لكن لا يوجد خطة جدية لإنمائها و تطويرها فكل سياسي يعمل لمصلحته الشخصية فإنني لست ضد السياسة و لكنني ضد المضي وراء السياسيين في كل ما يقولون يجب أن يكون لدينا مقدار من الإستقلالية و القول لا عند وجود أي خطأ و نعم عندما يكون العمل صحيح. عسى أن أصل يوما إلى سدة الحكم و أنتج التغيير و أقول للناس هذا هو الحكم الصالح.

و شكرا


[1] GODBOUT J.: Le don, la dette et l’identité : homo donator vs homo œconomicus.- La découverte (MAUSS) 2000

[2] معدل سن الزواج في محافظة الشمال  وفق المسح اللبناني لصحة الأسرة هو: . 29.0 إناث 33.6 ذكور.- المسح اللبناني لصحة الأسرة.- -وزارة الشؤون الاجتماعية، إدارة الاحصاء المركزي، جامعة الدول العربية.-2004

[3] مها كيال:  دراسة تحليلية لمتوسط سن الزواج في لبنان.- جمعية تنظيم الأسرة.- 2002

[4] إن هذا المعدل أخذ من عينة 1000 أسرة في مناطق التبانة والأسواق القديمة في طرابلس وهو يمكن اعتبارة مؤشراً وليس رقماً دقيقاً لأنه لم يأخذ بالاعتبار نسبة العازبين في المنطقة.

[5] يوسف كفروني: بنية الاجتماع الطرابلسي.- ورقة بحثية قدمت في مؤتمر المدينة العربية.- معهد العلوم الاجتماعية الجامعة اللبنانية.- 2009

[6] BOURDIEU: PASSERON:Les héritiers, les étudiants et la culture.- Paris.- ed. Minuits

[7] للتوسع في هذا الموضوع أنظر:

صباح القرق فنج: الروضات حلقة حضانة أم بناء معرفة في نظام التعليم الابتدائي: نموذج الروضة الرسمية في طرابلس. الحركة الاجتماعية.- و Save the children (Sweden).- 2009

أهمية المجتمع المدني و كيفية تطويره

المجتمع المدني

المجتمع المدني هو إطار شعبي .. إجتماعي .. مدني , يمتلك أفراده بكامل حريتهم وقناعاتهم مبادرات وأهدافا وأماني ومشاريع وطموحات متنوّعة , على كل صعيد وموقع .
يسعون لتحقيقها على أرض الواقع , ويجتهدون لتنفيذ هذه المشاريع والفعّاليات والهوايات بالجهد والعمل اليومي الفردي , أو الجماعي , في إطار تنظيمي سلمي ..

فالمجتمع المدني يعد القوى الفاعلة على الأرض و هو يحل مكان واجبات الدولة أحيانا ، فدوره هو صلة الوصل بين المواطن و الدولة. فهذا الدور مهم و كبير جدا.
وأحيانا أو بالأحرى كثير من هذه الخطوات تبدأ بشكل عفوي وتلقائي غير مباشر نتيجة لوضع أوموقف أو حادث أوظرف معيّن , أو نتيجة أسباب وواقع موضوعي مختمر , بعد دراسة وتفكير وتنظيم عميق قبل البدء به , تهدف في النهاية لإفادة الاّخرين والمجتمع ككل , أي خدمة للمصلحة العامة , وبالتالي تنعكس على المجتمع المدني  عبارة عن ( حكومة ظل ) , أو حكومة شعبية , بعد أن تتطوّر إلى مؤسسات إجتماعية دستورية ديمقراطية أضحى بمثابة حكومة ظل موسعة تستطيع أن تحاسب الحكّام في البلاد , وبعد أن يتطوّر عملها ويزدهر ويترجم بمؤسّسات قانونية علنية أو معلنة , وليست سريّة أي بالخفاء هذه المؤسّسات ..

النتيجة الأفضل

فهذه المشاريع التي تتقدّم بها المجتمعات المدنية سواء كانت صغيرة أم كبيرة , اّنية أو استراتيجية فهي بلا شك سترفد المؤسّسات الحكومية الرسمية الديمقراطية وبالتالي تخدم شرائح كبيرة من الحي والمجتمع والأسرة الوطنية بصورة خاصة والإنسان المواطن الفرد , لأنه سينعم بهذا الجو الهادئ المتفاعل والغطاء الذي أمنه النسيج الإجتماعي المتعاون والمتكاتف .. وأخيرا وليس اّخرا ستنشط وتتطور المجالات كافة الصناعية والزراعية والثقافية والعلمية والسياسية  على المصلحة الخاصة بنهاية المطاف – إيجابا وربما سلبا – بشكل تلقائي وغير مباشر …!؟

و لكن للأسف اليوم هناك نسبة كبيرة من الجمعيات التي تعمل على أرض الوطن كشركات مساهمة و همها الوحيد هو جني الأموال لتصرف قسما منها و القسم الآخر تتصرف فيه لمصلحة ذاتية. و هنا لم نعد نتكلم عن عمل إجتماعي و خدماتي فهنا أصبحنا في خانة الهدر و الفساد و أصبحت الجمعيات شركات فاسدة و ليس لخدمة و تطوير المجتمع.

فالمجتمع المدني اليوم دوره مهم خصوصا في ظل غياب الدولة عن واجباتها، و لكن هذا القطاع بحاجة إلى تنظيم و تطوير و تدريب لكي نصل إلى النتيجة المرجوة منه.

فهنا طبعا أتحدث عن الشفافية داخل المنظمات المحلية فبذلك يأخذون ثقة الممولين و في الوقت عينه يتمكنون من خدمة المجتمع بطريقة أفضل و أكبر و عندها يكسبون ثقة الناس التي تلعب دورا مهما لدى المنظمات المحلية و ذلك من خلال دعمها ممكن من خلال الكوادر البشرية و في الأفكار، فالتواصل و التكامل فيما بين المجتمع مهم جدا و ذلك للوصول إلى النتيجة المبتغاة.

التواصل و التكامل

أما النقطة الأبرز و هي التواصل و التكامل فيما بين الجمعيات و ذلك من خلال التشبيك فيما بينهم البعض. لأنه للأسف أصبحت الأفكار تنبع من خلال أفكار جمعيات و منظمات أهلية أخرى، فهذا مؤذي لأنه يقضي على الإبتكار و يقضي على خدمة المجتمع من دراسة الحاجات و يؤدي إلى إهمال مواضيع أخرى ممكن أن تؤثر في المجتمع بطريقة أفضل.

فنحن بحاجة إلى التنسيق فيما بين المنظمات المحلية و إلى التكامل فيما بيننا البعض و ليس التنافس و ذلك لأجل الوصول إلى رفاهية الإنسان في الوطن.

و شكرا

عام 1994 سُيِّرت آخر رحلة قطار بين بيروت وشكا … القطارات في لبنان قِطعاً أثرية في “متحف رياق”

قطارنا أصبح قطعة آثارية

عام 1994 سُيِّرت آخر رحلة قطار بين بيروت وشكا

القطارات في لبنان.. قِطعاً أثرية في “متحف رياق”

قد يكون لبنان البلد الوحيد في العالم الذي “استغنى” عن خدمات سكك الحديد وإن كان ذلك بفعل الحرب والأحداث وما استُتبع… إلا أن عدم الاهتمام “بإنعاش” هذا المرفق الحيوي يشكّل نقطة سوداء على جبين حركة المواصلات حيث القطارات أحد ابوابها الرئيسية

في عهد الاستقلال في عام 1961 انشئت مصلحة سكك الحديد والنقل المشترك لبيروت وضواحيها وعهدت اليها ادارة واستثمار الخطوط الحديدية:

1- خط عريض يمتد من الناقورة الى طرابلس فالحدود اللبنانية السورية وطوله 233 كلم تقريباً.

2- خط جبلي ضيق بين بيروت ورياق والحدود السورية وطوله 82 كلم تقريباً. 3- خط عريض من رياق الى القصير طوله 91 كلم تقريباً. ولكن أثناء الحرب الأهلية الأخيرة أصيبت منشآت سكك الحديد وتجهيزاتها ومبانيها وآلياتها ومعداتها بأضرار جسيمة كما تعرضت مسارات سكك الحديد لتعديات مختلفة فانتزعت اقسام من هذه الخطوط وقامت منشآت عامة وخاصة على أجزاء من الخط الساحلي لذلك فإن خدمات سكك الحديدة متوقفة كلياً منذ أوائل عام 1995 وفي عام 1994 سيّرت آخر رحلة قطار بين بيروت وشكا حيث كان يستخدم هذا الخط لنقل الترابة الى بيروت ولكن في الرحلة الأخيرة كان ناقلاً خبراء من شركة سوفراي الفرنسية وبعض فيني المصلحة للاطلاع ميدانياً على أوضاع الخط الساحلي واليوم تعمل مصلحة سكك الحديد على خطة اعادة وتأهيل خط سكة حديد طرابلس العبودية وخط رياق الحدود السورية الشرقية الخارجي بين لبنان من جهة وسوريا والاردن والعراق والسعودية ودول الخليج من جهة ثانية. أما خط رياق – القصير (العريض) فقد توقف هذا الخط خلال الاحداث اللبنانية الأليمة التي عرفها لبنان وانخفضت حركة النقل على هذا الخط في السنوات الأخيرة قبل توقفها الى ما لا يزيد عن عشرة آلاف طن سنوياً حتى انحصرت هذه الحركة بمرور بضائع الترانزيت الأوروبية الواردة براً الى الاردن وبنقل المواشي الواردة براً من أو عبر سوريا الى لبنان والاردن. أما خط الناقورة بيروت طرابلس – العكاري، فإنه يشكل شريان مواصلات هام وحيوي بحيث يصل اوروبا بإفريقيا عبر آسيا ويصل المشرق العربي بمغربه.

الحرب العربية - الإسرائيلية

ولكن الحرب العربية الاسرائيلية أدت الى قطع الخطوط العربية عن الاقسام المحتلة في فلسطين ابتداء من عام 1948 فاقتصر عمل هذا الخط نتيجة ذلك على النقل الداخلي وعلى النقل الخارجي عبر سوريا ويربط هذا الخط مرفأ بيروت وطرابلس وأهم مدن الشاطيء في لبنان بمدن الشمال في سوريا أو عبرها بالخطوط العراقية والتركية والايرانية والأوروبية. وقد وضعت الدولة مؤخراً بواسطة مؤسسة سوفراي الفرنسية دراسة حول أوضاع هذا الخط تقترح تطوير الخط واستعماله لنقل الركاب والبضائع وبلغ تقدير نفقات هذا التطوير حوالي 800 مليون ل.ل

فإن تنفيذ هذا التطوير يحقق الفوائد التالية:

1- تأمين النقل الخارجي بين لبنان من جهة وبين مدن الشمال في سوريا أو عبرها بين العراق وتركيا ودول أوروبا من جهة أخرى.

2- إنشاء خدمة نقل ركاب داخلية طاقتها القصوى 43200 مقعد راكب يومياً.

3- تأمين ديمومة نقل المحروقات السائلة بين مصفاتي البداوي والزهراني الى معملي توليد الكهرباء في الجية وذوق مكايل

فكما نعلم أن المواصلات اليوم في لبنان تعد أزمة كبيرة و خاصة بسبب إزدحام السير و بسبب إرتفاع سعر النفط مما يشكل عبىء على المواطن و الدولة و على الإنتاج المحلي للوطن.

و القطار أيضا يلعب دورا في تسهيل حركة التجارة داخليا و خارجيا و ذلك يلعب دورا في تنمية إقتصادنا و الذي نحن بحاجة ماسة له.

أما على الصعيد النفسي و الإجتماعي إن تسيير القطار يخفف من التوتر لدى المواطن و يخفف من النفقات على الطبقة الوسطى و ما دون.

نهاية لا يجوز أن تبقى سياستنا الداخلية مبنية على أساس مصلحة الساسة و على أساس مصلحة النافذين و على المبدأ المحاصصة و المسايرة ، يجب علينا محاربة المخالفات القانونية التي حصلت خلال و بعد الحرب الأهلية التي اليوم تنمعنا من إعادة تشغيل القطار في لبنان.

الإنماء يولد الإنتماء

شعار

لايمكن بناء وطن قوي وفعال يمتلك قوة تأثير في المحيط والعالم بدون وضع سياسة تنموية مُتقدمة يتم تطبيقهاعلى مختلف الصعد.

وقد لمسنا من خلال الواقع اللبناني المُعاش، أن المواطن في لبنان يعي تماماً أن البلد بحاجة الى تنمية حقيقية في مختلف الميادين تتخطى الكلام الانشائي، الى الارادة والفعل.

فالتنمية حقٌ للمواطن على الدولة التي لازالت مُقصّرة بعشرات الدرجات في هذا المجال بشكل خاص، لذلك نجدأن لإنتماءإلى الوطن وإلى الدولة  منقوصاً. وسيبقى الامر كذلك ما لم تتغير الذهنية الحاكمة التي لم تستطع أن تكون على مستوى تطلعات المواطنين.

أن الدورالذي ينبغي أن نأخذه جميعاً على عاتقنا  اليوم، هوالعمل والمشاركة الايجابية الفعّالة من أجل تعزيز حضور وطن قادرعلى التأثيرفي المحيط والعالم، ورفع شعارالتنمية- المقرون بالعمل- التي ينبغي أن تؤدي إلى رفاهية حقيقية يستحقها المواطن اللبناني الذي لا زال يعاني حتى اللحظة من الاهمال المُتكرّر.

وسوف يواجه وطننا لبنان محن اضافية عديدة إذابقي الوضع على ما هو عليه من هدر وفساد وطائفية بغيضة، وممارسات سياسية خاطئة!!

ان احتضان هذاالوطن لسبع عشرة طائفة..يشكل غنى ثقافياً ، وهو الاقدر على أن يكون مسرحاً لحوار الحضارات والثقافات اذا توفرت له الظروف المناسبة. وبهذاالتناغم  بين الطوائف والعيش المشترك، رغم كل العقبات، يتميزلبنان عن سائرالبلدان ..لبنان كا ن  جوهرة العرب وصلة الوصل بين الشرق والغرب.. وعلينا أن نعيد له حضوره ودوره الطبيعي، كمنارة للفكر وينبوع الابداع والمبدعين.

فلأجل وطننا..ولكي لانصحو يوما نجد اننا قدخسرناه…ها نحن نرفع شعار “التنمية المستدامة” لكل الوطن.

ان الوطن بحاجةالى أشخاص يملكون القدرة على التأثير في من حولهم، والى اصحاب الرأي واصحاب الفكر الذين ليس لهم مصلحة وهدف سوى رفعة شأنه واستقراره. لبنان بحاجة الى قادة يسكنونه قلوبهم ويحملون همومه وهمومه شعبه، ويسعون ليكون وطنا لجميع ابنائه فعلاً لا قولاً.

وقبل الدخول بالخطة الاصلاحية الشاملة والواسعة لإصلاح حالة الهدروالفساد وتقنين الطائفية والحد من الممارسات السياسيةالخاطئة، نلقي  الضوء قليلا على الواقع الراهن والحلول التي نراها قد تكون منقذة للوطن….

الكهرباء

تنمية البنى التحتية:

وضع الكهرباء في لبنان مأساة حقيقية! فمنذ اتفاق الطائف وحتى يومنا هذا، يعاني المواطن من التقنين المجحف ..و يُحمّل هذاالقطاع الدولة وميزانيتها أعباء كبيرة. ولا بد لنا من  أن نبحث عن حل جذري ليرتاح المواطن والدولة من هذاالعبء الذي يؤثرعلى مختلف القطاعات.

أما المياه التي تعد بترول العالم مستقبليا والتي تتناحرالشعوب للسيطرةعليها، نراها تذهب هدرا بينما يمكننا الاستفادة منها في مجالات مختلفة ومنها على سبيل الذكر لا الحصر: توليد الطاقة الكهرمائية التي تخفف كثيرا من الأعباء على المواطن والدولة.

ويعاني المواطن اللبناني   أيضا من الطرقات الوعرة، ومن الحفريات والمطبات، وأزمة الصرف الصحي، والحل يكون  بوضع دراسة جدية  تسعى الى تنفيذ اصلاح جذري…فعلى كل الوزارات المعنية أن تعد برنامجا واقعياً، صالح للتنفيذ بأقصى سرعة ممكنة ،ينهي هذه الأزمات ولانريد “إستراتجية” الترقيع..

التنمية البشرية

التنمية البشرية:

يعتبرالشباب ثروة هامة وهائلة من ثروات المجتمع، وهذه الثروة تحتاج إلى من يوجهها الى الوجهة الصحيحة، لتعود على نفسها وعلى الوطن بالفائدة..

من هنا نجد حاجة ماسة لتنمية الامكانيات والقدرات، وخلق مجالات جديدة تتوافق مع كافة حاجات وطاقات الشباب الذين يشكلون عماد الوطن.

ولكي نبدأ بطريقة مدروسة وصحيحة، يجب البدء بمحوالأمية في لبنان بكافة  أبعادها، لأن نسبة الأمية فيه مرتفعة جدا  قياساً الى الدول المتقدمة! ومن  واجبينا أن نعمل على أن يكون التعليم مجاني للجميع، حتى سن معينة، لكي يستعيد لبنان موقع المتقدم في المجال الثقافي والحضاري

وواجبنا جميعاً العمل على تننمية شخصيات الشباب المبدع ومساعدته على البقاء في لبنان، وذلك بإشراكهم في عمليةصنع القرار. فمن حق المواطن  أن يُشرك في صنع القرار… ولا بد من خلق فرص عمل عديدة تحد من الهجرة وبذلك نقوي التنميةالإقتصادية عبر تزويد القطاعات كافة بطاقات شابة قادرة على ضخ أفكار متقدمة تساهم في عملية التنمية.. وعندها يبدأ الشاب بتأسيس ذاته وينخرط بالمجتمع أكثر فأكثر، وتفتح المجالات أمامه ليستثمرطاقاته في وطنه ومجتمعه.

الهجرة

التنمية الاقتصادية:

التنمية الاقتصادية بنظري مرتبطة بالبيئة والانسان وبمشاريع التنمية الإقتصادية إذا أهملت البيئة والإنسان تؤدي إلى كارثة يصعب معالجتها فهناك أموال كثيرة تدفع في الوطن ولكن ليس في مكانها فلبنان يحتاج لتقوية صناعته وزراعته وذلك يخلق فرص عمل ونهوض إقتصادي جيد ويكون ذلك عبر تقديم قروض ميسرة للصناعيين والزراعيين .وأود أن أؤكد أن الطبقة الأهم في لبنان هي الطبقة الوسطى التي تنعزل عن سوق العمل وتتدهور وتنهار بإنهيار الإقتصاد اللبناني بأجمعه. و علينا إنشاء مركز دراسات لدراسة حاجات السوق المحلي وتنظيم سوق العمل وتوجيه طلابنا إلى إختصاصات مهنية وحرفية، الوطن بحاجة إليها فمثلاً لبنان بحاجة اليوم إلى ٦٠٠٠ ممرض وممرضة..ونكون بذلك وصفنا حلاً لمشكلات البطالة والهجرة معاً، فالهجرة مأساة للشعب اللبناني ،انّها هجرة الأدمغة واليد العاملة،وبالتالي تنعكس سلبا على الإقتصاد والثقافة اللبنانية..وللأسف،لم يقدم الخبراء الاقتصاديون وسائل فعالة للخروج من هذه المشاكل..

الإنتخاب بطريقة صحيحة

التنمية السياسية:

أولا يجب تطبيق مبدأ فصل السلطات لكي نتمكن من المساءلة و المحاسبة و لكي نكون في دولة ديمقراطية فعلا إن أردنا ذلك…وللأسف،لا تلعب السلطات اليوم الدور المطلوب منها…

ثانيا،تخفيف الهدر الموجود في مختلف قطاعات الدولة من موظف الفئة خامسة الى موظف الفئة الأولى وما يفيد هو تطبيق سياسة مراقبة فعالة وإحداث المكننة في دوائر الدولة ورفع الغطاء السياسي عن الجميع وتطبيق اللامركزية الإدارية و تفعيل ديوان المحاسبة و التفتيش المركزي لمراقبة ومحاسبة السارقين بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى…

و يجب إختيار الشخص المناسب في المكان المناسب عبر الفحوصات التي تجري في مجلس الخدمة المدنية و ذلك لكي نحصل على إنتاجية أكير.

و لبنان يجب أن يكون دولة محايدة في السياسة الخارجية لأنه لا يمكن أن يكون دولة تابعة أو منعزلة. فذلك يولد الإستقرار والإستقرار يولد الإزدهار الإقتصادي وهذا ما نحتاج إليه.

و لكي نبدأ بحياة سياسية بناءة و قادرة على التغيير يجب تطبيق قانون إنتخاب المحافظة مع النسبية فهو الأمثل لأنه يساعد على إزالة الأرستقراطية السياسية جزئيا ويمثل المواطن تمثيلا أفضل ويساعد على تخفيف التشنج الطائفي ويؤدي الى نوع من اللحمة بين اللبنانيين، ويتيح دخول وجوه جديدة ومثقفة الي البرلمان اللبناني.

و أيضاً للشباب دور في ترشيح النظم والقيم الملائمة لحماية الوطن. يظهر إلتزام الشباب بقضايا الوطن من خلال مشاركات الشباب في الحياة السياسية عبرالمشاركة بالإنتخابات و ذلك يعزز الديمقراطية….

واخيرا إنني مع العدالة دائما ومحاكمة من يرتكب جرما في هذا الوطن لمنع اي جرم مستقبلي ان يحصل. .

إهدن لبنان

التنمية البيئية :

أ- إن المياه مستقبلا سوف تكون بترول العالم..ويحق لبلد كلبنان غني بالمياه أن توضع له سياسة تنموية مائية… كإتباع سياسة بناء السدود و تصريف المياه بشكل موضوعي لكي يتمكن المواطن من الإستفادة منها .

ج- البيئه رأس مال السياحه المستدام فوطننا لبنان يتميز بخضرته و جباله و بحره و بالمحافظه على هذه المميزات الربانيه للبنان نزيد الدخل الوطني للسياحة …

و علينا عدم إتباع سياسة التصحر فدول الصحراء تتبع إستراتجية التشجير فالمطلوب أن نحافظ على هذه الطبيعه للحد من الجرائم البيئيه بعدم إعطاء تراخيص للكسارات و الإهتمام بهذه الثروة الطبيعية.

و لا نريد إضافة ميزة جديدة ولكنها سيئه على طبيعتنا وهي جبال النفايات بل علينا التخلص من هذه الكارثة، بأن تتبع الدولة خطة لإعادة تأهيل النفايات بتدوير الورق والمعادن و الزجاج و معالجته بالطمر الصحي او الحريق الشديد لتوليد الطاقة.

على شاطئ البحر المتوسط وطن لنا يستحق أن يكون من خيرة الأوطان، و لبنائه نحتاج الى تضافر قدرات جميع أبنائه، و حيث يشكل الشباب الطاقة البشرية الإنسانية لتحقيق تنمية بشرية مستدامة، فالتنمية هي العملية التي تحقق النموّ أو الزيادة في أحد القطاعات الإقتصادية.

و أخيرا ، إنني أرى أن المواطن اللبناني من خلال إنماء مناطقه و وطنه يتنامى داخله حس الإنتماء إلى الوطن أولا  و ليس إلى طائفة أو مذهب أو حزب أو تيار..

من هنا أرى أن نرفع شعار “الانماء يولد النتماء” ليبقى  لبنان وطنا لكل ابنائه…

عشتم ودمتم وعاش ودام لبنان

دراسة حول أهمية اللامركزية الإدارية في لبنان

اللامركزية الإدارية في لبنان

إننا كلبنانيين نفتقر جميعنا إلى مزيد من التضامن ، و إلى مزيد من الأصالة ، و الإنسجام في السلوك في القضايا العامة. فاللامركزية الإدارية  هي ممكن أن تكون حل و ذلك عبر  توزيع السلطة جغرافيا و عبر إنشاء حالة من الإنماء المتوازن و إشراك المجتمع المحلي في تحديد حاجاته و أولوياته.

فعانت اللامركزية الإدارية في المجال الثقافي اللبناني إما تقليصا لها ، بوصفها مجرد تقسيم جديد للمحافظات و الأقضية ، و إما توسيعا لمفهومها لتستوعب الإصلاح برمته. فهي ليست مجرد تقسيم إداري، و ليست كل الإصلاح كذلك.

فمثلت اللامركزية الإدارية إتجاها عالميا واسعا منذ أوائل السبعينات . فقد أدركت حكومات عدة في كل أنحاء أوروبا و آسيا و أميركا ، أن إدارة الموارد و توفير الخدمات و تقنين المشاركة السياسية هي من الإتساع بحيث لا يمكن أن تتولاها جهة مركزية واحدة. و إنه يمكن بل ينبغي، أن تدار المهام الحكومية و العمليات السياسية من مستويات مختلفة. وقد قامت بلدان عدة، كفرنسا و إسبانيا و إيطاليا و بريطانيا و هولندا و بلجيكا و ألمانيا، بإعادة هيكلة بناها الإدارية المحلية و منحتها سلطات أوسع ، و هو ما فعلته أيضا الولايات المتحدة و كندا و المكسيك و الهند و نيجيريا و البرازيل و غيرها.

فهذا الإتجاه العالمي نحو اللامركزية الإدارية ما هو إلا إجراء تصحيحي للمركزية المفرطة التي رافقت مراحل بناء الدولة الحديثة في القرن التاسع عشر و أوائل القرن عشرين.

فالسجال بين المركزية الإدارية و اللامركزية مستقل تماما عن المفاضلة بين الدول الموحدة و الدول الفدرالية التي شغلت بناة الأمم في القرن التاسع عشر و أوائل القرن عشرين. فمسألة الدولة الموحدة أو الفدرالية هي مسألة سياسية مرتبطة بالسيادة السياسية و أسس المجتمع السياسي.

فاللامركزية الإدارية تقوم في جوهرها على عدم إتخاذ كل القرارات و الأعمال المتعلقة بالشؤون العامة من قبل السياسيين و البيروقراطيين في العاصمة و على توزع السلطات و الصلاحيات على كل أنحاء البلاد.

فلا بد من الإشارة إلى الإختلاف المهم بين اللامركزية الإدارية و اللاحصرية الإدارية. فاللاحصرية الإدارية هي عنصر موجود حتى في المؤسسات الشديدة المركزية، كالجيش على سبيل المثال، و هو مصطلح يطلق على التفويض المباشر للسلطة .

و بخلاف اللاحصرية تدل اللامركزية على التنازل عن بعض السلطات لمؤسسات محلية تمارس هذه السلطات بوساطة مسؤولين محليين منخبين. فممكن أن تكون جغرافية أو قطاعية ، و الصورة الأكثر شيوعا لها تتمثل بيتقسيم البلاد إلى مقاطعات جغرافية _ إدارية مثل : البلديات و الأقضية و المحافظات في لبنان.

فهي لا تنفصل جغرافيا فقط بل تنفصل هيكليا عن الحكومة المركزية و تحول إلى مؤسسات وطنية عامة أخرى. فعلى سبيل المثال لا ينتخب في بعض البلدات في الولايات المتحدة رئيس البلدية و أعضاء المجلس البلدي فحسب، بل ناظر محاسبتها و قائد شرطتها و رئيس قضائها و رئيس إطفائيتها و المدعي العام و أعضاء المجلس التعليمي و المفتش العام و غيرهم.

فجوهر اللامركزية الإدارية لا يتعلق بإضعاف السلطة المركزية بل بتقوية السلطات المحلية، و الحصيلة النهائية ليست مجرد إعادة توزيع سلطات الحكم بل زيادة في السلطات الحكومية ككل. لنأخذ المصرف التجاري كنموذج: إن إنشاء و تعزيز فروع محلية لأي مصرف قد يؤديان إلى خفض نسبي لموقع المركز الرئيسي للمصرف، إلا أنه يقوي المصرف ككل.

فاللامركزية لا تنحصر بالضرورة في القطاع الحكومي ، أي إنها لا تنحصر بإنتقال المسؤوليات و المهام من جهاز الحكم المركزي إلى السلطات المحلية ، بل إنها يمكن أن تمثل أيضا إبتعاد بعض من السلطة من الحكومة بإتجاه المجتمع المدني و القطاع الخاص.

فهنا أود التكلم عن بعض مشاكل المركزية:

–          إن مركزية الإدارة و صنع القرار تبعد المواطن من السياسات و من الدولة نفسها. فلا تتسنى له الفرصة في إبداء رأيه في أعمال الحكومة أو السياسات التي تتبناها و تعمل على تحقيقها فهو ينتخب فقط البرلمان .

–          المركزية المفرطة تقلص من عملية المساءلة و قدرة المواطنين على تحديد ما هي مسؤوليات المسؤولين و محاسبتهم عليها إلى الحد الذي يجعلها تكاد تختفي كليا.

–          في النظام الإداري الشديد المركزية الذي يتخذ القرار ات كافة، تكون السياسات و البرامج الحكومية نتيجة المساومات بين حفنة من السياسيين و ليست الحاجات و المطالب  المحلية.

–          من المنظار المالي من المرجح أن يواجه النظام الشديد المركزية الذي يعتمد بشكل كلي على الضرائب الوطنية الموحدة و على الإنفاق الموحد ، صعوبات هائلة في تحصيل الإيرادات ، و يعود ذلك إلى عدة أسباب: الضرائب المجباة تذهب إلى الحكم المركزي في  حين أن المواطن العادي لا يملك أي رأي في سبل إنفاقها. ثانيا، الأموال المحصلة ليست مرصودة لمشاريع معينة و لمناطق معينة.

–          من المنظار التنموي، فإنه من المرجح أن تكون السياسات التي تنبع من المساومات و ليس من الإستجابة إلى الحاجات و الأولويات الحقيقية للبلاد خاطئة في جوهرها و وجهتها.

–          من المرجح أن تنمو العقلية الإتكالية بحيث يفقد المواطنون روح المبادرة سياسيا و إجتماعيا و يزداد تدريجا إعتمادهم على الدولة في توفير كل شيء من الطرق و الكهرباء و المدارس و المستشفيات و الماء إلى فرص العمل و الإزدهار الإقتصادي.

أما فوائد اللامركزية الإدارية :

–          اللامركزية الإدارية تؤدي إلى تركيز إهتمام الموظفين العامين على مطالب الشعب الحقيقية و ليس على إملاءات النخبة الحاكمة المركزية و أوامرها.

–          تساعد اللامركزية على تقريب القرارات العامة من الناس و تبعدهم من السياسيين و يعود ذلك إلى سببين:

الأول ، في ما يتعلق بالشؤون المحلية ، سيكون الأهالي قادرين على فهم القضايا التي تكون مطروحة للمناقشة. و الثاني الأهالي ليسوا بعيدين أو غائبين عن الساحة السياسية المحلية كما هي الحال غالبا على المستوى الوطني العام.

–          اللامركزية هي وسيلة لزيادة مساءلة الشعب للحكومة و ذلك لثلاثة أسباب هي :

أولا، من السهل على المستوى المحلي تحديد الأشخاص المسؤولين عن الأداء الإداري و ذلك بخلاف الحكومة المركزية بحجمها الواسع و بنيتها المعقدة. ثانيا ، إن تحقيق الشفافية في الإدارة أمر سهل على مستوى الحكم المحلي و بالتالي يمكن الأهالي أن يعرفوا بشكل دقيق كل ما يتعلق بعمل الإدارة، و خصوصا ما هي الأعمال التي تقوم بها أو لا تقوم بها.

–          تمتاز الشؤون المطروحة على المستوى الإداري المحلي ببساطتها و قابليتها للفهم من قبل الأهالي ، و بالتالي فإنه من المرجح أن يختار الأهالي مسؤوليهم المحليين بناء على إدراكهم الواضح لأولوياتهم و مصالحهم.

–          أما على الصعيد النمو الإقتصادي فإن اللامركزية تنحو إلى تشجيع النمو المتوازن و المتكافىء، و يعود ذلك إلى أن اللامركزية تعطي الشعب دورا أكبر كثيرا في عملية صنع القرار من النظام المركزي، و تتطلب توافقا وطنيا على خطط التنمية الوطنية أكثر إتساعا مما تطلبه الأنظمة المركزية التي يصنع القرار فيها بعض النخب في العاصمة.

–          تسمح اللامركزية بإعتماد برنامج للتنمية الوطنية أكثر عقلانية و صقلا. و يعود ذلك نظرا إلى إختلاف الحاجات و الفرص بإختلاف المناطق.

–          تساهم اللامركزية الإدارية بالطبع في عدم تمركز رأس المال و الإستثمار في العاصمة  و بالتالي تساعد على اللامركزية الإقتصادية.  و تساعد المقاربة المتنوعة للتنمية  على التنافس بين المناطق لتأمين إستثمارات و فرص عمل.

–          اللامركزية الإدارية تتفادى مشكلة الجمود الإداري ، إذ أن وجود هيئة واحدة في البلاد لصنع القرار يجعل من عملية صنع القرار عملية بطيئة جدا وقد تتعطل تماما أحيانا.

–          كما ساجل العديد  من المنظرين السياسيين، فإن الإدارة المحلية تساهم بشكل متكامل في تثقيف و تكوين المواطنين ديمقراطيين قادرين و فاعلين ، فهي تعطيهم المعلومات و الخبرات المتعلقة بالشؤون العامة في مستوى يمكنهم في فهمها و التفاعل معها بسهولة.

–          على صعيد التمثيل الديمقراطي ، هو الآلية الرئيسية في الأنظمة الديمقراطية التحديثية التي تحافظ على دور الشعب في صنع القرار، يؤسس الحكم المحلي لنظام تمثيلي يتميز ببقائه على مسافة قريبة من الناخبين.

–          يعزز الحكم المحلي الإنسجام و التوافق الإجتماعي، فهو يتيح للسكان المحليين و ممثليهم فرصة إكتساب الخبرة في مجال حل الأزمات و الصراعات في إطار مجتمع محلي يمكن إدارته.

–          يحدد الحكم المحلي طابع العمل السياسي و ينحو إلى توجيهه بإتجاه المقاربات الأكثر هدوءا و عقلانية.

–          تنمي اللامركزية المساواة السياسية عبر توسيع هامش المشاركة السياسية في أنحاء البلاد كافة و مضاعفة الفرص و المستويات للناس من كل الأنواع للمساهمة في صنع القرار.

اللامركزية و اللاحصرية في جهاز الإداري اللبناني:

إن الهيكلية الإدارية في لبنان هي وريثة النظام العثماني و نظام الإنتداب الفرنسي و كلاهما شديد المركزية. و من الأسباب الرئيسية لعدم تطور الإدارة و لركودها في لبنان هو إستمرار الخلط بين اللامركزية الإدارية و المركزية السياسية، أي بين اللامركزية و الفدرالية. فمعاناة لبنان مع الفدرالية و مخاطر التفكك السياسي هي معاناة تاريخية و بنيوية.

فالإدارة في لبنان تقوم على مستويين :

–          مستوى الحكومة المركزية الوطنية و مستوى البلديات المحلية. و تمارس الحكومة المركزية سلطتها بصورة مباشرة من العاصمة و عبر الوزارات المركزية المتمركزة فيها التي لها فروع في المحافظات الخمس ، و كذلك تبسط الحكومة المركزية سلطتها عبر المحافظين المعينين الذين يمثلون الحكومة المركزية في مناطقهم و ينسقون أعمال الوزارات المختلفة في محافظاتهم، إضافة إلى القائمقامين المعينين الذين يمثلون الحكومة و المحافظين في الأقضية، و حتى على مستوى القرية أو المحلة فهناك المختار و هو منتخب و ليس معينا إلا أنه يخضع أيضا للسلطة المركزية و يمثلها في المعاملات المحلية.

الإدارة المحلية في وجهها المركزي :

المحافظات :

–          مقسم لبنان اليوم إلى ثمان محافظات و يدير شؤون كل محافظة المحافظ الذي يعين من حملة الإجازة في الحقوق أو ما يعادلها         ، بمرسوم يتخذ في مجلس الوزراء و يعد من موظفي الفئة الأولى و يتعين عليه أن يقيم في مركز المحافظة.

و يؤدي المحافظ دورا مهما في نطاق المحافظة شبيها بالدور الذي يؤديه المحافظ في فرنسا. فهو يمثل جميع الوزارات ، ما عدا وزارتي العدل و الدفاع الوطني، و بالتالي هو يدير أجهزة الوزارات في المحافظة ، و هو الرئيس الأعلى لجميع موظفي الدولة في محافظته، و بوساطته يجب أن تتم المخابرات بين الإدارة المركزية في العاصمة و بين دوائرها في الأقاليم، كما يعد الرئيس المباشر لقائمقامي الأقضية التابعة له.

الأقضية:

–          الأقضية هي الحلقة الثانية ، على المستوى الإقليمي للإدارة المركزية و هي تشبه إلى حد بعيد الدوائر في فرنسا. و تتوزع الأقضية في نطاق المحافظات على 24 قضاء هي التالية :

–          أقضية صيدا و صور و جزين في محافظة لبنان الجنوبي.

–          أقضية النبطية و مرجعيون و بنت جبيل و حاصبيا في محافظة النبطية.

–          أقضية بعبدا و المتن و كسروان و جبيل و الشوف و عاليه في محافظة جبل لبنان.

–          أقضية طرابلس و عكار و زغرتا و بشري والبترون و الكورة في محافظة لبنان الشمالي.

–          أقضية زحلة و بعلبك و راشيا و البقاع الغربي و الهرمل في محافظة البقاع.

–          قضاء بيروت في محافظة بيروت.

و يدير شؤوون القضاء موظف يدعى القائمقام، يعين مب بين خريجي المعهد الوطني للإدارة و الإنماء، أو من بين موظفي الفئة الثالثة على الأقل في الإدارات العامة الذين يحملون إجازة الحقوق، و أمضوا سنتين على الأقل في الخدمة من الفئة المذكورة بعد نيلهم الإجازة في الحقوق.

المختارية:

–          تمتد إدارة الدولة على المستوى المحلي أيضا إلى القرى و المدن. و هي تقوم إلى جانب البلديات ، و ضمن إطارها و حتى من دون وجود البلديات أحيانا، عن طريق المختار و المجالس الإختيارية.

البلديات:

–          تقوم الإدارة المحلية أو الإدارة اللامركزية في لبنان على مستوى واحد هو البلدية. و البلدية هي الخلية الإجتماعية الأساسية في البلاد، في حين أن التقسيمات الإدارية الأخرى كالمحافظات و الأقضية ، هي تقسيمات مجردة ترتبط بجهاز الدولة المركزي، و لا تعكس واقعا إجتماعيا معينا كما هي البلديات.

صلاحيات المجلس البلدي:

–          إن مسألة تحديد إختصاصات المجالس البلدية هي من مشكلات الكبيرة التي عاناها التشريع الإداري و تطرق إلى معالجتها الفقه الإداري، و ذلك للصعوبة اللامتناهية في تحديد إختصاصات المجالس البلدية و التمييز بينها و بين إختصاصات السلطة المركزية، أي في تعيين المعيار الفاصل بين ما يعد من المرافق العامة المحلية و ما يعد المرافق العامة الوطنية.

رئيس البلدية أو السلطة التنفيذية:

–          يتولى السلطة التنفيذية في البلدية، رئيس المجلس البلدي، يعاونه جهاز إداري يتألف من العاملين في البلدية من إداريين و فنيين و عمال متعاقدين.

ينتخب رئيس المجلس و كذلك نائب الرئيس بالتصويت العام المباشر و لمدة ست سنوات ، مع أعضاء المجلس البلدي.

مقدار ما يحققه النظام البلدي في لبنان من لا مركزية إدارية:

إن اللامركزية الإدارية تقوم على أسس و معايير ثلاث ، يمكن في ضوئها الحكم على نظام قانوني ما ، فيما إذا كان نظاما لا مركزيا أم لا ، و درجة اللامركزية محققة فيه . و هذه العناصر هي الشؤون المحلية و السلطات المحلية و الوصاية الإدارية. فما هو مقدار توافر هذه العناصر في قانون البلديات اللبناني الحالي؟

فالقانون رأى  أن الشؤون المحلية ، التي تتميز عن الشؤون الوطنية محصورة ضمن إطار القرى و المدن. و ليس كل القرى و المدن و إنما تلك التي يزيد عدد أهاليها المقيدين في سجلات الأحوال الشخصية.

بالنسبة إلى سلطة الوصاية:

تقوم اللامركزية الإدارية على عنصر أساسي، مهم و من دونه تفقد معناها و محتواها، و هو عنصر الإستقلال الذاتي للجماعات المحلية. و الإستقلال هنا يبلور في تمكن المجالس المحلية من إتخاذ قراراتها ، في حدود ما سنه القانون من صلاحيات بمعزل عن الدولة، دون أي تدخل أو تأثير من قبلها، و بشكل يؤمن لها حريتها و إستقلالها.

و في النهاية أريد التكلم عن الموازنة و الضريبة:

إن الدستور اللبناني كرس مركزية فرض الضرائب و أناط هذا الحق بممثلي الشعب اللبناني:

” تفرض الضرائب العمومية و لا يجوز إحداث ضريبة ما أو جبايتها في الجمهورية إلا بموجب قانون شامل تطبق أحكامه على جميع الأراضي اللبنانية من دون إستثناء كما أنه لا يجوز تعديل الضريبة أو إلغائها إلا بقانون.

فالضريبة تتمتع بشمولية و تطبق على جميع المواطنين و المقيمين على الأرضي اللبنانية من دون إستثناء. و الضريبة تفترض أن الإستقلال المالي للإدارة المحلية يقتضي توافر الشروط التالية:

حرية تحديد الواردات، فرض ضرائب جديدة، أو على الأقل حرية تحديد معدلات الضرائب أو مبالغها و حرية الإقتراض، حرية تحديد النفقات المحلية، و حرية إعداد و إقرار الموازنة و تنفيذها.

ففي الدول الموحدة، كفرنسا و بريطانيا و لبنان، فليس لها نظام مالي موحد. ففي حين تقرر الإدارة المركزية، في بعض هذه الدول ، الضريبة و تكون واردات الإدارات المحلية علاوات على الضرائب المركزية ، نجد السلطة المركزية ، في بعضها الآخر تكتفي بتحديد مطارح الضرائب التي يمكن الإدارت المحلية فرضها، على أن يكون لها حرية في تحديد معدلاتها و مبالغها ضمن حدود معينة ترسمها الإدارة المركزية.

بيئتكم ليست ملككم بل إنها ملك للأجيال

البيئة في لبنان وضعها مأساوي و ذلك رغم وحود وزارة للبيئة… فما يؤذي البيئة في لبنان هم أصحاب القرارات و ذلك عبر إما الترخيص للكسارات التي تعمل بطريقة غير شرعية و تؤدي تقليص جبالنا و أشجارنا و تلعب دورا في تصحير وطننا لبنان، رغم أنه البلدان الأخرى التي لا تنعم بالخضار أو التي تنعم به تضع إستراتيجيات لكي تكون في سياسة التشجير…
أما على الصعيد الثاني، هو المصانع التي تعمل من خلال طراخيص معطاة من قبل الوزارات المختصة و لكنها لا تستوفي الشروط المطلوبة و خاصة على الصعيد البيئي فهناك كثير من المصانع التي تستعمل الفلاتر خلال النهار و في المساء تلغيها و ذلك يتغطية من بعض السياسيين….و ذلك يؤدي إلى أمراض خطيرة و مميتة أحيانا فلنعطي مثلا : أكثر منطقة يوجد فيها تلوث بيئي في لبنان هي منطقة شكا و ذلك بسبب المصانع التي تعمل بشكل غير شرعي هناك….
أما على الصعيد الثالث، النفايات في لبنان و هي أزمة كبرى تعد، فأصبحنا نسمى ببلد جبال نفايات و مافيات النفايات في لبنان…رغم أنه يمكننا أن نستفيد منها و ذلك عبر سياسة إعادة تكرير النفايات و الإستفادة منها بصناعة الورق و مواد أخرى فبذلك نشغل يد عاملة و نقوي إقتصادنا و نحمي بيئتنا…..
أما على الصعيد الرابع، هو الإهتمام بثروتنا البحرية فالصرف الصحي في لبنان كارثة كبيرة، فمياهنا ملوثة و في الوقت نفسه لا نستفيد من خيراتها ، فهناك حروب تجري من وراء المياه و لبنان الذي يوجد فيه نسبة مياه كبيرة لا يعنيه الأمر … فيجب إتباع سياسة السدود لأنه مستقبليا المياه سوف تكون بترول العالم….
أما على الصعيد الخامس، و هو الصيد فنسمع أنهم يمنعون الصيد و لكن هل هذا القرار يطبق كلا ، و إذ يطبق فهو يطبق في مناطق قليلة…و لكن ما أطلبه أن لا يوقف الصيد فهي هواية جميلة و هناك الكثير من يهواها و لكن يجب أن تجرى دورات و فحوص للصيادين و ذلك على أنواع الطيور التي يجب أن يصطدوها و من بعدها يأخذون التراخيص. لأنه يوجد أنواع من الطيور التي تأكل الحشرات المؤذية للشجر فإنقراضها تؤذي أشجارنا….
فبيئتكم ليست ملككم بل إنها ملك للأجيال

مأساة الكهرباء في لبنان

الكهرباء في لبنان وضعها مأساوي جدا، فنحن أصبحنا في القرن الحادي و العشرون و ما تزال الكهرباء تنقطع !!!!
هل من المعقول ذلك فعلى من تقع المسؤولية ؟
فالكهرباء هي من أبسط الأمور التي يجب أن تؤمنها الدولة و لكن أين نحن اليوم من ذلك ؟؟؟
فهناك أسباب عديدة لمشكلة الكهرباء :

– الهدر و الفساد داخل الدوائر
– عدم التمكن من جبي الفواتير من بعض المناطق الذي يؤدي إلى عجز في الميزانية.
– الحروب الإسرائيلية المتتالية التي أدت إلى قصف منشآتنا عدة مرات.
عدم وضوح إستراتيجية الدولة في إتباع طريقة حل لمشكلة الكهرباء، فنحن ممكن أن نتجه لخصخصة الكهرباء و لكن هنا أود الذكر أنه عند الخصخصة سوف ترتفع الأسعار !!!

و هنا أود أن أذكر هل ممكن بلد كلبنان تعد فيه طاقة المياه ممتازة ، لا نولد طاقة كهرمائية و ذلك بدل عن الفيول فهنا يمكننا أن نولد طاقة مجانية و في الوقت نفسه نحفظ بيئتنا