مقالات

شدد نشابة خلال النشاط :على “دور الجمعيات المحلية في إيجاد بيئة حاضنة للاجئين السوريين وخالية من النزاع”، متطرقا إلى “التحديات التي تواجه العمل في هذا الملف وأبرزها الواقع الاقتصادي الاجتماعي المتردي للبنانيين في هذه المناطق وحاجتهم إلى المساعدة كاللاجئين السوريين”

نظمت “جمعية يوتوبيا”، برنامجاً للخدمة المجتمعية في منطقة باب التبانة في طرابلس، ضم متطوعين لبنانيين وسوريين، بالتعاون مع المفوضية العليا للاجئين والمجلس الدانماركي للاجئين.

وامتدت أعمال البرنامج أسبوعاً كاملاً، قام خلاله متطوعو الجمعية بنشاطات مختلفة، تضمنت ورشة أعمال صيانة الصحية، دهان للأبنية، بناء حوض للزراعة وتجميل المنطقة ورسم على الحائط.
ويهدف البرنامج إلى “التخفيف من وطأة النزاع اللبناني – السوري وإيجاد مساحات مشتركة بين الطرفين، كما يسعى إلى تحفيز الشباب في مناطق النزاع، على المساهمة في الإعمار وليس الدمار.


وفي ختام أعمال البرنامج، شدد رئيس الجمعية شادي نشابة على “دور الجمعيات المحلية في إيجاد بيئة حاضنة للاجئين السوريين وخالية من النزاع”، متطرقا إلى “التحديات التي تواجه العمل في هذا الملف وأبرزها الواقع الاقتصادي الاجتماعي المتردي للبنانيين في هذه المناطق وحاجتهم إلى المساعدة كاللاجئين السوريين”.


وشدد على “ضرورة مراعاة المعايير الدولية في إدارة عمليات اللجوء، حيث يتم الأخذ في الاعتبار حاجات المجتمعات المحلية المستضيفة للاجئين، سعياً إلى تقليص النزاعات التي يمكن أن تنتج”، شاكراً المفوضية العليا للاجئين والمجلس الدنماركي للاجئين على مبادرتهم، وداعياً إلى “المزيد من التعاون في المستقبل”.

حكايتي مع مناطق النزاع في طرابلس

جميعنا نسمع عن أحداث باب التبانة و جبل محسن و دائما ما نراه من الخارج مختلف جدا عن ما نلمسه عندما نلمسه بالداخل و خصوصا في أوقات المعارك ، خلال عام 2008 حصلت معارك عنيفة بين المنطقتين المتنازعتين و لكن صراحة لم تسن لي فرصة بالدخول إلى المنطقة إلا مرة واحدة فقط و ذلك مع أحد الأصدقاء و تعرضت سيارتنا إلى التقنيص عند مستديرة نهر أبو علي. و لكن وقتها إنصدمت بالواقع على الأرض لأنه مختلف من كافة النواحي إن كان على صعيد المعارك و الحالات الإنسانية و الإجتماعية و الإقتصادية .

من بعدها قررت أنني أريد التواصل مع أبناء مدينتي و إطلاعهم على ما يجري و خصوصا الناشطين و بدأنا بتأسيس بعض اللجان الشعبية لتوعية الناس في هذه المناطق على ما يجري و إجراء دورات تدريبية و نشاطات تنموية و محاربة الأمية و لكن طبعا ذلك يحتاج إلى ميزانيات كبيرة و نحن نعمل ضمن طاقاتنا و قدراتنا.

و لكن بعد بدء الثورة السورية عادت الأمور إلى التوتر و ذلك لأسباب عدة :

– هناك مشاكل قديمة و دم بين أبناء باب التبانة و جبل محسن و خصوصا مجزرة عام 1986 التي سقط فيها 1500 شهيد و كان مسؤول عنها الحزب العربي الديمقراطي و الذي لا يمثل كل أبناء جبل محسن .

– عدم العمل على المصالحة الحقيقية بين أبناء المنطقتين و خصوصا أنه بعد الحرب الأهلية إستعملت سياسة في الوطن على طريقة فرق تسد

– البطالة الكبيرة في المنطقتين

الفقر و الحرمان للمنطقتين و خصوصا لم يعمل على إعمارها منذ الحرب الأهلية و كأنه هناك أمر ببقاء هاتين المنطقين متنازعتين

– إعتماد سياسة بناء مجموعات و دفع لها رواتب من قبل معظم الساسة مما أدى إلى توليد ذهنيات عسكرية و عدم العمل على إيجاد فرص عمل لهم

– التشنج السياسي

– حرب ما بين الأجهزة الأمنية في داخل المنطقتين ، فالنزاع القائم هو سياسي و هذه الأطراف هي من تغذي الأطراف بالسلاح أو على الأقل تغض النظر عنهم

و طبعا هناك أسباب أخرى و لكن هذه أبرزها.

و في هذا العام لاننا كنا منذ عام 2008 على تواصل مع بعض الكوادر و من خلال نشاطنا التنموي و الإنساني قررت دخول المناطق المتنازعة رغم معارضة الحلقة الضيقة لدي و رغم بعض التحذيرات الأمنية بسبب بعض الأعمال الأمنية و بسبب نشاطنا في ملف النازحين فكان هناك خوف من تصفية في ظل الفوضى و شكرا لكل من حذرني و كان إلى جانبي و حرص علي و دعمني.

فعندما دخلت هذه المرة و جلست  مع العائلات النازحة اللبنانية و إطلعت على أوضاعهم المأساوية كما زرت مناطق النزاع و المحاور و حاولنا تهدئة النفوس و عملنا على مساعدات الإنسانية و خصوصا أن الدولة كانت شبه غائبة كالعادة.

تعلمت الكثير من هذه التجربة و لمست فعلا لماذا يجب ان نكون ضد العنف و الحرب و ما هي مدى بشاعتها و شناعتها ، و ما لمسته أيضا مدى التفاوت الإجتماعي الحاصل بالمدينة ، فباب التبانة لا تبعد إلا بعض الكيلومترات و لكن عندما ندخلها أشعر أنني أصبحت في وطن آخر و عندما نخرج إلى المناطق الجديدة في المدينة تكون الحياة مختلفة جدا و من هنا قررت العمل على إيجاد التواصل بين المناطق القديمة و الجديدة التي هي من صلب أولوياتي.

و اليوم لا يوجد أدنى الإحترام للدولة اللبنانية و ذلك بسبب تقصيرها و هذا مؤسف جدا لأنني ألمس إنهيار الدولة اللبنانية إن لم يعمد على تمتينها فمؤسساتها منقسمة و حتى الجيش دخل اللعبة بطرق و أخرى فالجيش كان ضامن للمؤسسات و لكن اليوم ثقة فيه تزعزعت لدى بعض الأطراف اللبنانية ، الفقر يزداد و البطالة تزداد و التشنج السياسي يزداد فهل نعمل على حل ؟ و ماذا ننتظر من مواطنون لا تصلهم أدنى حقوقهم ؟ ماذا ننتظر من رجل لديه ثلاثة أولاد و رزقه و منزله إحترق و لا يوجد لمن يعوض عليه ؟ ماذا ننتظر من مواطن تعرضت أمه للإغتصاب من قبل بعض المجموعات المسلحة اللبنانية ؟

الموضوع ليس بسهل و لكن حله ليس بمستحيل

http://www.youtube.com/watch?v=Xgfbf3agXfM&feature=plcp